الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ما بعد قطر.. طموح المغاربة سيكبر وشعور الأبطال لدى الأسود سيترسخ في أفق المونديال المقبل

 
محمد نجيب كومينة
 
انتهى مشوار الفريق الوطني المغربي في مونديال قطر باحتلال المرتبة الرابعة. احتلاله لهذه المرتبة مشرف جدا ومتجاوز لسقف تطلعاتنا قبل المونديال، بل ولتوقعات كل المختصين والمتتبعين، إذ كان المنتخب السنيغالي، الفائز بالنسخة الأخيرة من كأس أفريقيا، الفريق الأفريقي المرشح أكثر لخلق المفاجأة، غير أن إصابة نجمه ساديو ماني قلصت حظوظه... والطموح الذي دخل به الفريق الوطني المغربي في دور المجموعات جعلنا الفريق الأفريقي الذي سار بخطى ثابتة نحو دور نصف النهاية، وتجاوز سقف الربع الذي بلغته قبلنا الفرق الوطنية للكاميرون والسنيغال وغانا في نسخ سابقة.
 
اكيد أن وصولنا إلى نصف النهاية جعل طموحنا يكبر، كما كبر بعد تجاوزنا للفريق الوطني الإسباني في الثمن، والفريق الوطني البرتغالي في الربع، وكان ذلك الطموح مشروعا وحتى واقعيا، لأن الفريق الوطني الفرنسي ليس أجود من عدد من الفرق التي واجهناها منذ البداية، حتى وإن كان يتوفر على فرديات قادرة على صنع الفارق، لكن ذلك الطموح كان مطلوبا أن يتوفر قبل المونديال وليس خلاله كي نكون نفسيا وذهنيا وجسمانيا جاهزين للاستنارة به والتصرف منذ البداية كأبطال محتملين، ولا يعيش اللاعبون، مثلنا، على وقع المفاجآت السارة في كل محطة... وأعتقد اليوم أن شعور الأبطال هذا سيترسخ في أفق المونديال المقبل، الذي سيسعى خلاله اللاعبون الذين ستتأتى لهم المشاركة فيه تجاوز سقف نصف النهاية، وهذا مكسب كبير يلزم أن يدبر بما يلزم من العقلانية في السنوات المقبلة، التي أتوقع أن يبرز خلالها لاعبون مغاربة من مستوى عال في البطولات الأوروبية وفي البطولة الوطنية أيضا، ومن المفروض أن نرتقي أكثر بهذه الأخيرة كي تفرز لنا النوادي لاعبين قادرين على اللعب في مستويات عالية.
 
وأتمنى أن يتجاوز الطاقم التقني تأثير الجمهور وبعض الإعلاميين والسماسرة وحتى الجوانب العاطفية في المستقبل، كي تتأتى له الاستفادة من بعض الطاقات التي لا يكثر حولها الضجيج ولا تحدث ضجيجا وتكتفي بإثبات نفسها في الميدان. فقد تبين أننا كنا في حاجة إلى يونس عبد الحميد في الدفاع أكثر من حاجتنا إلى بعض المدافعين غير الجاهزين للمونديال، وكنا في حاجة إلى بنربيعة في وسط الميدان أكثر من غيره، وكنا في حاجة إلى العربي أو مايي كبدلاء للنصيري وربما للاعب آخر من المجربين بعد إصابة حارث. هذه تقديرات شخصية قد تصيب أو تخطئ.
 
من جانب آخر، لابدّ، في تقديري، أن تكون هناك بصمة خاصة لكل عضو في الطاقم، وقد سجلت أن بصمة أمزين في الهجوم مثلا لم تظهر، وأتصور أن الرگراگي سيكون في حاجة إلى دعم هذا الطاقم بخبرات شابة قريبة من اللاعبين الشباب في المستقبل القريب من قبيل خرجة وبوصوفة... إلخ، مع التأكيد أن كل من يتم اختياره يجب أن يكون جاهزا على كافة المستويات لمساعدة الناخب الوطني بشكل أساسي في اللحظات التي يصاب فيها بالعياء أو حتى بنوع من الشرود الذهني الذي لا يفلت منه أحد من البشر.
 
بعد هذا، أريد أن أؤكد أن الفريق الوطني حقق إنجازا كبيرا فاق كل التوقعات ويجب على الجميع الاعتزاز به وتثمينه والاستفادة على النحو الأمثل من الآثار الإيجابية الكثيرة التي خلفها بالشكل المناسب واللائق كي نتقدم ونبني ونتطلع لما هو أرقى في المستقبل، في الكرة وباقي الرياضات وفي كل المجالات. ويجب أن يتوقف بعض المتخصصين في التشويش لأهداف ضيقة وبعض السوداويين الذين يعيشون في الماضي الغابر عن محاولة ضرب هذا الإحساس الذي ساورنا جميعا، ووحّدنا خلف الرگراگي ووليداتو، وجعلنا نعتز بهم وبأنفسنا كشعب ووطن...