أحمد المرادي: السي محمد السكتاوي.. أستأذنك في ذرف دمع وأنت المهووس بالفرح والحب والأمل
الكاتب :
"الغد 24"
أحمد حميد المرادي
في آخر تواصل بيننا، وبعد سؤالي عنك أيها الصديق الجميل النبيل، توصلت منك برسالة مكتوبة بكلمات شعرية اخترقت جوارحي. كتبتَ بكلمات مشتعلة:
"تحياتي صديقي
أمرّ بوعكة صحية حرجة
أخرج من عيادة لأدخل أخرى
خذلني القلب
أنا بين ضفتين
في عيادة
أنتظر أن أعبر هنا
أو هناك
شكرا على سؤالك"
وكان أن أجبتك بكل محبة:
"شفاء عاجل أتمناه لك"
السي محمد السكتاوي، كان بودي أن أكتب عنك وأنت بيننا، والحقيقة أنك لم تغادر، مازلت بيننا، بابتسامتك التي تغمر جلساتنا ومنادماتنا الواقعية والسوريالية والعبثية وتحوّلها إلى لحظة صداقة وفرح وأمل.
السي محمد السكتاوي، منذ التقينا ذات سنة 1977، في شرط مختلف عما نعايشه اليوم، كانت سنوات أطلق عليها "سنوات الرصاص"، كان من السهل أن يسميها "البعض" كما شاء، لكن كنا نقول دائما إنها سنوات "وضعنا أرواحنا فوق كفوفنا بحثا عن وطن حلم"...
صديقي السي محمد السكتاوي، منذ ذلك التاريخ، التقينا وافترقنا، لكننا أحببنا بعضنا بصدق، واشتركنا أسرارا كثيرة، لكن أعلم أنك حملت معك الكثير من الأسرار.
لا أريد أن أرثيك بسرد شبيه بما كنت تسميه "Cuentos" أو حكايات خارج سياقها.
فقط أريد أن أقول لك إنك من الأصدقاء الأصفياء القلائل.
لم تخلف الموعد قط حين يجد الجد.
قليلة هي اللحظات، التي سالت فيها دموعي، لكن خبر وفاتك لم يمهلني لأمنعها.