فيما يواصل الرجاويون تبادل تهاني البطولة الوطنية في قسمها الأول، يتنامى غضب الوداديين ضد العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، وضد رئيسها عبد السلام بلقشور، الذي لم يعرف أحد دواعي "استغفاله" للجميع بقرارات وتصريحات استهدفت، بشكل مستفز، نادي الوداد، ما دعا الجماهير الودادية، مدعومة بالعديد من الصفحات الرياضية وكثير من مشجّعي فرق وطنية، في مقدمتها جماهير الجيش الملكي، الأمر الذي وحّد العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبالخصوص "فايسبوك" و"إنستغرام" ومنصة "إكس"، التي عوّضت "تويتر"، بهاشتاغ قوي يؤكّد أن "إسقاط العصبة الاحترافية مطلب جماهيري"، ويطالب بإبعاد رئيسها: "بلقشور ارحل"...
وإلى حدود اليوم الخميس 20 يونيو 2024، مايزال قرار العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية الصادر يوم السبت 15 يونيو، بخصوص ترتيب البطولة الوطنية في قسمها الأول، مثار جدل واسع داخل الساحة الكروية المغربية، وإن كان نزوله (الترتيب) المفاجئ قد شكّل غصّة في حلق الجماهير الودادية، التي بالكاد تقبلت، ولو على مضض، نتائج فريقها، الذي يحتفظ بتاريخ عريق في حصد الألقاب.
وحتى نفهم أكثر ما جرى في ذاك السبت، كان نادي الوداد الرياضي قد أنهى موسمه الكروي الحالي في الرتبة الرابعة، وفق آخر ترتيب بعد نهاية البطولة، لكن سرعان ما عادت العصبة، بعد 24 ساعة فقط، للإعلان عن ترتيب مغاير، وصفته في بلاغها بـ"الترتيب المؤقت لهذه البطولة إلى حين المصادقة عليه من طرف لجنة المنافسات"، مُجرِّدةً الوداد من الرتبة الرابعة، وإزاحته إلى الرتبة الخامسة، بعدما تم الحسم في مباراة شباب السوالم واتحاد تواركة وإلغاء الهدف المسجل عليه، دون احتساب الخاسر أو الفائز أو المتعادل بينهما، وهو ما اعتبرته الجماهير الودادية سابقة كروية تستدعي دخول العصبة إلى موسوعة "غينيس". وبالتالي، تم رفع اتحاد تواركة، في ترتيب الدوري المغربي، إلى المرتبة الرابعة!؟
الجماهير الودادية المترامية الأطراف، والممتدة على طول وعرض خريطة الوطن، بل وخارج الوطن، لم تتقبّل قرار العصبة، الذي اعتبرته مجحفا ومخدوما ومستهدفا طعن الوداد في الظهر، إذ سرعان ما عبّرت عن احتجاجها وغضبها من القرار، معتبرةً أنه يعكس لخبطة وارتجالية العصبة، خاصة تغيير الترتيب، ليس خلال استمرار منافسات البطولة الاحترافية، وإنما بعد انتهائها، وهذا ما اعتبرته العديد من الجماهير الرياضية المغربية، وليس الودادية وحدها، عملية مبيّتة دُبّرت بليل ضد الوداد... واتهمت صفحات موالية للوداد الرياضي "العصبة" بكونها تنتصر لفريق على حساب آخر، قبل أن تطالب بإسقاط عبد السلام بلقشور رئيس العصبة.
وكان فصيل "وينرز"، المساند للوداد الرياضي، أصدر، في غضون ذلك، بلاغا شديد اللهجة، انتقد من خلاله العصبة الاحترافية ورئيسها بلقشور، وقال، بنبرة استنكار، إنه "في ظرف وجيز، تحوّل نادي الوداد الرياضي إلى حائط قصير، يتم التلاعب به بمنتهى الاستفزاز، سواء داخليا من طرف الرئيس ومكتبه، أو من طرف العصبة الاحترافية بقيادة بلقشور". وأضاف البلاغ ذاته "ولعل التغيير المفاجئ في ترتيب البطولة الوطنية في ظرف 24 ساعة لدليل واضح وفاضح على الحرب العلنية التي يتعرض لها نادينا منذ انطلاق الموسم الرياضي"، مشيرا إلى مباراة شباب السوالم واتحاد تواركة المثيرة للجدل بقوله "مع العلم أن القضية محط نزاع تم حسمها يوم 3 يونيو 2024، فهل يعقل انتظار أزيد من 12 يوما لتغيير الترتيب العام؟؟؟ ولمنح هذا الفريق أو ذاك هدفا أو نقاطا"؟!
وبغض النظر عن بلاغ "وينرز" الناري، فإن عديد الصفحات الموالية للقلعة الحمراء بمواقع التواصل الاجتماعي، عبّرت عن غضبها من العصبة الاحترافية، ومن رئيسها، بل وحتى من المكتب المديري الحالي للوداد، للطريقة التي رد من خلالها على ما وصفته بـ"فضيحة تغيير الترتيب".
وكان المكتب المديري لنادي الوداد الرياضي أصدر بلاغًا أكد فيه أنه "يسجّل الانتباه المفاجئ والمتأخر للعصبة الاحترافية لكرة القدم لهذا المعطى الموضوعي والذي يغير من ترتيب الأندية، ويتفهمه، فإنه بالمقابل يستنكر الارتجالية والعشوائية التي تم التعامل بها مع نشر هذا التصنيف النهائي على مرحلتين، والتي لا تستقيم مع الطموحات التي تتطلع إليها منظومة كرة القدم الوطنية". وأثار هذا البلاغ غضبا مضاعفا لدى الوداديين، الذين وصفوه بـ"بلاغ الانبطاح"، معتبرين موقف المكتب المديري للوداد لا يرقى إلى انتظاراتهم وتطلّعاتهم...