صورة من توقيع الشاعر محمد السكتاوي لديوانه "أناجيل الأندلس"
الدردوري والمدلاوي وباكريم ضمن التوقيعات الجديدة لدار التوحيدي في معرض الكتاب بالرباط
الكاتب :
"الغد 24"
أضاءت واستضاءت دار التوحيدي للنشر، منذ انطلاق فعاليات الدورة التاسعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بشموع في الأدب والإبداع واللغة والبحث والفكر، سواء من خلال المئات من منشوراتها المهمة المعروضة في رواقها بالقاعة D الجناح 31، أو من خلال توقيعاتها التي استقطبت قراءها من أساتذة وطلبة وتلاميذ وفعاليات مدنية وثقافية وفكرية، أبدع الشاعر محمد السكتاوي في توصيف هؤلاء القراء من خلال كلمة شكر وجّهها لكِ أنتِ ولكَ أنتَ وللناشر أحمد المرادي ولكل قراء الشاعر، الذين وقّع لهم ديوانه الأخير "أناجيل الأندلس" برواق دار التوحيدي يوم السبت 11 ماي 2024، توصيف يصدق على كل رواد دار التوحيدي وكل توقيعاتها المتميزة...
بأسلوبه الذي تدبّ الحياة وحميمية الروح في كل تعابيره وفي لغتها السلسة، صاغ الشاعر محمد السكتاوي لحظة عرفان لكل هؤلاء الذين أتوا من كل فجّ لِيكنّ ويكونوا معه، ليصافحوا الشاعر ويوقّع لهم ديوانه الجديد، فقال لهم:
شكرا.. شكراً
كنتِ معي
وأنا أرتّل "أناجيل الأندلس"
في دار التوحيدي
لقاء وإمتاع ومؤانسة
وكنتَ معي
أنتَ الصديق الصَّفِي
أنتِ التي أتيتِ من بعيد
أنتَ القريب منّي إلى حدِّ الاتحاد
كمثل روح تُلَوِّح بالريح في السماء
وتنثر خطاطيف الربيع
في البدء كنتِ/ تَ
وكانت وردة الكلمة
شكرا.. شكرا
سلسلة توقيعات دار التوحيدي مستمرة، أشرنا إلى بعضها في مقال سابق، وتتواصل من خلال البرنامج التالي، علما أن الحصة الصباحية للتوقيعات تنطلق على الساعة 11 والنصف، والمسائية تنطلق على الساعة الرابعة والنصف:
عصر الثلاثاء: "بقايا حلم" رواية لليلى الدردوري
توقع الشاعرة والناقدة والكاتبة ليلى الدردوري، يوم الثلاثاء 14 ماي، مجموعتها القصصية الباذخة والمتميزة، والتي تصدّرها تقديم للروائي والناقد المغربي الحبيب الدائم ربي، ندرج منه كلمة الصفحة الأخيرة من الغلاف بعنوان:
"هذه النصوص من إبداع أنثى"
قد نحتاج إلى درجات الحياد لنطق هذه الجملة الخبرية البسيطة، تفاديا لإيقاظ حواس مسرنمة، لرجال ألفوا اقتفاء آثار الأقدام الناعمة فوق رمال النصوص، ومنعا لدفع نساء إلى ليّ شفاههن، حنقا على "ليلى" وهي تقتحم "عرين الذئب"؟! علما بأن شهرزاد أنثى. وتفاحة الحكاية تقاضمها آدم وحواء على السواء.
حين تقوم المرأة بدورها كأم، أي وقت يَفْضُل لها للكتابة، والحياة بكاملها -في ظل القيم الراهنة- لا تتّسع لبرد الأظافر وتزجيج الحواجب إلى غير ذلك من مآزق جسدية لا تُحصى؟
أكيد أن عرّابي المسلسلات المستوردة ومروجي ثقافة الاستهلاك سيصابون بهلع لو قرأوا (وهل يقرأون؟)!
⋆⋆⋆
لنقرأ هده النصوص الجميلة بحنان وبلا مسبقات، ونحلم بلحظة -قد تأتي- يتوقّف فيها رجلٌ عن العمل، لتربية الأبناء، لأن زوجته تحترف... الكتابة!
عصر الأربعاء: "مدخل مركز إلى الأدب العبري" لمحمد المدلاوي المنبهي
يوقّع الكاتب والروائي والباحث المغربي محمد المدلاوي المنبهي، عصر الأربعاء 15 ماي برواق دار التوحيدي، كتابه المتميز "مدخل مركز إلى الأدب العبري.. مع 10 قصص مترجمة من العبرية إلى العربية"، الذي قدّم له الكاتب والباحث الأنثروبولوجي عبد الصمد محيي الدين، ومما جاء في تقديم الكتاب:
أن يوَلّي الباحثون ونقّاد الأدب المغاربة ظهورهم للأدب الروسي مثلا على شـساعته - باستثناء ملحوظ للفقيدين محمد الفاسي وجمال الدين الدخيسي أو بعض ترجمات إبراهيم الخطيب - أو أن يفعلوا نظيرَ ذلك تجاه التراث الإبداعي الصيني المترامي الأطراف، باستثناء لـناصر بوشيبة الذي يؤكد القاعدة، فإن بالإمكان أن يُـلتمَس لذلك عذرُ البعد الجغرافي أو عذرُ شبه انعدام جسورِ قرابة حضارية.
لكن أن تظل الآداب العبرية، السفاردية منها على الخصوص، متجاهَـلة من طرف الباحثين المغاربة والمغاربيّـين والعرب إلى هذا الحد، فإن ذلك يكاد يمثّـل بالنسبة للبحث في المغرب خاصة نوعا من إنكار للذات، وذلك باعتبار كون الرافد العبري، الذي أغنى كثيراً الثقافة الأندلسية-المغاربية، يشكل مكوّنا عضويا من مكونات الهوية المغربية، إن لم نقل الشمال-إفريقية.
ليس هناك من شك في أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من جهة، وكذلك المواقف الإقصائية للإسلاميّة المتشددة من جهة أخرى، ليسا بغريبين عن قيام هذا الوضع الفكري. ولقد لزم انتظار عشرات من السنين قبل أن نشهد ظهور بعض أوجه الاهتمام المحتشم باللغة والآداب العبرية ببعض الجامعات القليلة في فضاء الثقافة العربية.
عصر الجمعة: "الإذاعة (الراديو).. النشأة والأدوار والذكريات" لميلود باكريم
يوقّع الكاتب والباحث أستاذ الاجتماعيات ميلود باكريم، عصر الجمعة 17 ماي برواق دار التوحيدي، كتابه المهم "الإذاعة (الراديو).. النشأة والأدوار والذكريات"، ومما جاء في تقديم الكتاب:
ونحن على مشارف مرحلة جديدة، ومستويات حديثة ومتحولة وبسرعة جنونية، وبأهداف ووسائل لم يكن ليتصورها حتى "عقل" نهاية القرن العشرين الماضي.
وفي وقت تجتاح فيه وسائط التواصل الاجتماعية حياتنا بعنف لم يسبق له مثيل.
وحين صار لكل فرد من المجتمع أجهزته، من راديو ومسجلة وتلفاز وهاتف في جيبه، يتجول بها حيث حل وارتحل.
يعود بنا الأستاذ المربي إلى مرحلة سابقة عن كل هذا الزخم المعلوماتي والتكنولوجي، إلى مرحلة كانت فيها جهاز الراديو يؤثث المنزل والدكان والسيارة والشارع العام، ليضعنا أمام التحولات التي حدثت بنا وفينا وحولنا.
أهمية الكتاب تكمن في كل ما سبق، لكنها بالخصوص تكمن في تجربة الاستاذ ميلود باكريم، وهو المربي وأستاذ الاجتماعيات الذي ولج الميدان بأسلحة المربي. لكنها تكمن في توجيهنا نحو سؤال آني آخر أكثر أهمية لمستقبل الإنسانية، ماذا ينبغي أن يتوفر في الانسان من معارف وإدراكات وشروط تربوية ليخاطب الناس جميعا؟
من هنا تأتي أهمية إصدار هذا الكتاب التربوي والتاريخي بحمولته التذكرية والتاريخية...