الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

كومينة: تبّون كذب أكثر مما تنفّس.. دولة الكذب للتغطية على دولة الفشل

 
محمد نجيب كومينة
 
يبدو أن من يحكمون في الجزائر صاروا مدمنين على الكذب إلى حد أنهم صاروا لا يخجلون من ترديد أي كذبة، ولا يهمهم أن يستهزئ منهم العالم، لأن ما يهمهم هو أن يصدقهم بعض "المصطولين" في الجزائر. والظاهر أن عبد المجيد تبّون يرغب في أن يتفوّق على غيره في الكذب ما دام قد اقتنع بأن أحسن طريقة للتواصل مع شعبه هي إطلاق "السلوگية".
 
تبون كذب أكثر مما تنفس أثناء لقائه الإعلامي الدوري المبرمج مع من يسمون صحافيين كذبا وبهتانا، يوم السبت 5 غشت 2023، ولعل الكذبة التي ستضحك العالم قبل المواطنين الجزائريين هو قوله إن محطات تحلية مياه البحر، التي ستنجز بالجزائر، سوف تمكّن من إنتاج مليار وأربعمائة مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، أي أكثر بكثير مما تنتجه مئات محطات التحلية المنتشرة في العالم أجمع، إذ يقل إنتاجها مجتمعة عن مليار متر مكعب يوميا. هكذا يقنع تبون نفسه ربما ويقنع "المقرقبين"، الذين يثقون به، أنه رئيس قوة عظمى، قوة ضاربة (وفي الحقيقة ضاربها الله مادام على راسها مضروبين في ريوسهم)...
 
وقد يساور البعض الاعتقاد بأن الرجل لا يجيد التعامل مع الأرقام، أو حتى أن بلية الكذب شخصية، لكن كل الأرقام الجزائرية الرسمية، بما فيها، التي ساقها تبون من قبل، تؤكد أن البلية مؤسسية تشمل كل مرافق الدولة. إذ سارعت الدولة الجزائرية، وعلى رأسها رئيسها، إلى إصدار عدد من المعطيات والإحصائيات، التي ابتغت إقناع مجموعة البريكس بأنها تتوفر على شروط الالتحاق بها، حيث قرّبت الناتج الداخلي الخام الجزائري بين عشية وضحاها من 200 مليار دولار، ورفعت صادراتها خارج المحروقات من قرابة مليار دولار إلى ما يناهز ثمانية ملايير دولار في رمشة عين... إلخ، ونسيت دولة الكذب والكذب أن دول البريكس لها من المصادر والوسائل والمراجع ما يمكّنها من التوفر على المعطيات الحقيقية للاقتصاد الجزائري، بل وإن تلك المعطيات باتت متاحة حتى للمواطن الجزائري الراغب في معرفة الحقيقة مادامت توفرها مجموعة من المؤسسات الدولية والإقليمية والقارية، وأنه لم يعد ممكنا إخفاؤها أو التشويش عليها بالكذب...
 
دولة جعلت من الكذب نهجا، وجعلت رئيسها يبرز كأكبر كذاب، هي بالتأكيد دولة تؤكد للجميع أنها دولة فاشلة تحاول إخفاء حقيقة فشلها وراء الكذب المكشوف للجميع. هكذا دولة يستحيل ليس فقط الوثوق بها، أو أخذها مأخذ الجد، بل يستحيل التعامل معها أو البحث عن حلول لأي مشكل قائم معها. المريض بالكذب مريض ومرضه عضال...