الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

في الحاجة إلى خطاب الثقة في المستقبل.. دعاية غبية لإعلام المديح القديم والنفاق والتملّق والتضخيم

 
محمد نجيب كومينة
 
لا شيء يهبط بوعي الشعوب ويجعله ينحرف عن جادة الرهانات الحقيقية لأوطانها ويدفع مسؤوليها إلى عدم النظر إلى المشاكل المطلوب أن يعدّوا العدة لحلها، مثل الدعاية الغبية، التي يتولى تنشيطها متملقون منشدّون إلى مصالحهم الضيقة أكثر من اهتمامهم، وبغض النظر عن المعرفة من عدمها، بالأفق الحقيقي، الذي يجعل البلد ناهضا اقتصاديا ومتوازنا اجتماعيا ومستقرا سياسيا وفاعلا معتبرا في محيطه الإقليمي والعالمي.
 
بدل أن يقدم الخطاب الدعائي الإنجازات أو النجاحات بموضوعية، وفي إطار تحليل مقنع، فإنه يقوم بالتشويش عليها بالتضخيم اللفظي والتملق المثير للارتياب، وليس للاقتناع، الذي يستدعي جدية في التفكير والتحليل وارتقاء بالخطاب ليخرج من تقاليد المديح القديمة، التي كان الملك محمد السادس محقا عندما أوقفها، لأنه يعرف بالتأكيد أنها نفاق في نفاق...
 
المغربي يعتز تلقائيا بما يراه ويلمسه، وما يراه مثلا أن دولته كانت لها رؤية استباقية عندما جهّزت البلاد بطائرات "كانادير" لإطفاء الحرائق، أو حين ينظر إلى تطور البنيات التحتية بالبلاد مثلا، ويثمنه ويتطلع إلى المزيد وإلى إيجاد حلول فعالة وناجعة لكل مشاكل البلاد، ولمشاكله، ويمقت كل ما يراه نفخا وتضخيما ونفاقا...
 
البلاد في حاجة إلى خطاب يقوي الميل إلى السير بخطى واثقة نحو المستقبل، على أساس تثمين المنجز بكل تأكيد، وليس إلى خطابات تعكس كسلا فكريا ومحدودية في ما يخص التطلع للمستقبل، ويحتاج إلى هذه الخطابات لدى الاحتفال وفي سائر الأيام.
 
يمكننا أن نقدم صورة تُبرز المجهود المبذول على هذا المستوى أو ذاك، وتُبرز أيضا تطلعنا إلى الإنجاز والتقدم وتحسين موقع بلدنا في الساحة العالمية، وفي محيطه الإقليمي، بما يتناسب مع عراقتنا وموقعنا ورهاناتنا الوطنية، دون السقوط في بؤس أساليب الدعاية القديمة.
 
نحتاج إلى إعلام يقوم على قواعد مهنية وأخلاقية تتناسب مع عالم اليوم المفتوح ومع أجيال جديدة تعيش فيه بكليتها.