الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فصل آخر من (المضحكات المبكيات).. مندوب المقاومة الكثيري يدبّر الإدارة بـ"عاون الفريق"

 
فصول (المضحكات المبكيات) للمندوب الأكول للولائم ولأموال المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لا تتوقف ولا تنتهي، ولم تقف عند "المندوب الشوّاف"، الذي عقد اتفاقية شراكة مع "عزراين"...
 
رابط المندوب الشواف الذي توقّع موت أزواج 410 أرامل
 
سنقف، اليوم، عند ابتكار عجيب آخر هو "صندوق الدعم"، الذي يريد به أن "يمخمخ" أو "يخمخم"، على أساس أن يضخ فيه الأموال بأسلوبين، بما يشبه الابتزاز، وهذه جريمة، وبالتسوّل إما على طريقة "صدقة على الله"، أو "عاون الفريق"، وهذه "تمخميخة" يتقنها المندوب مصطفى الكثيري ويتفنّن في ممارستها...

في البداية، نشير إلى أن مقترح "صندوق الدعم"، قدمه المندوب الكثيري إلى الحكومة السابقة، على أساس إحداثه داخل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ويجري تمويله من عائدات أسواق الجملة لبيع الخضر والفواكه ولبيع الأسماك، والهدف بالنسبة للمندوب الأكول هو "تلبية طلبات الإعانات والمساعدات التي يتقدم بها قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الذين يوجدون في وضعية عوز مادي وعسر اجتماعي"...

لكن الحكومة السابقة "عاقت بقوالب المندوب"، إذ إن هذا الصندوق هو فقط منفذ يريد أن يستعمله المندوب، الذي لا تقنعه ميزانية الحكومة، لتحصيل أموال إضافية يجد فيها مرتعا لتلبية نهمه الذي حدّت إغلاقات كورونا من لهطته، التي كان يجدها في التعويضات الباهظة لتنقّلاته، التي لا تنتهي، داخل المغرب وخارجه... ولذلك، فقد رفضت الحكومة السابقة هذا المقترح جملة وتفصيلا...
 

لكن المندوب إياه، ورغم رفض الحكومة لهذا المقترح، فقد أعاد الكرّة مرة أخرى، مع هذه الحكومة، إذ منذ شروع حكومة أخنوش في إعداد ميزانية 2022 وهو يتدخل ويتلحمس، هنا وهناك، سعيا وراء إقناعها بالموافقة على إحداث هذا الصندوق، ليطالب من المقاومين المساهمة فيه، مستغلا علاقته الإدارية بهم، كما يتضح ذلك مما هو مألوف فيه من تصرفات مريبة لطلبات الدعم ممن يسميهم بـ"الأطراف المانحة"، التي يعلم الله مآل أموالها، خصوصا أن عمله السابق في مفتشية المالية، مكّنه من تدبّر مداخل ومخارج الأموال والميزانيات والمصاريف، حتى بات خبيرا في إيجاد طرق صرفها متوخيا ألا يترك أي ثغرة قد تدينه...

نتحدث عن التصرّفات المريبة للمندوب الكثيري، لأنه يتصرّف مثل "القطاطعية" حين يتعلّق الأمر بتحصيل الأموال، التي يسيل لها لُعابه، لنتصوّر أنه كتب إلى عدد من المقاومين طالبا منهم المساهمة في الدعم المالي لصندوق مواجهة وباء كوفيد19، في حين أنه "ماشي شغلو"، لكنه حشر أنفه من أجل أن يفرض على المقاومين، الذين لديهم رخصة استغلال أسواق الجملة لبيع الخضر والفواكه ولبيع الأسماك، والذين ساهموا بمبلغ ألف درهم، لظروفهم الخاصة، أن يدفعوا أكثر، وليقرّعهم، ويقول لهم إن مساهماتهم لا ترقى إلى المستوى المأمول، ويدعوهم إلى الرفع من مبلغ مساهماتهم إلى 5 آلاف درهم، دون أن يبدأ من نفسه، أولا، إذ لم يساهم في صندوق كورونا إلا براتب شهر، الذي ألزمه به رئيس الحكومة السابقة، في إطار قرار رسمي فرض على كل المسؤولين الحكوميين والموظفين السامين التبرع براتب شهر في الصندوق.
 

في حين أن المندوب الكثيري، الذي كان في بداية حياته "كي جاب الله"، بل وتطوّع أحد أعيان الجديدة، عبد الواحد القادري والد الجنرال عبد الحق القادري، لإلحاقه بمدرسة الصفاء الحسنية للتعليم الحر، التي كانت أنشأتها الحركة الوطنية في مدينة الجديدة، وإلا كان سيكون شي سرّاح ديال الغنم، مع كل التقدير للسرّاحة، إذ يعود الفضل للقادري في إنقاذ العديد من أبناء الفقراء بالتكلّف بتعليمهم، ومصطفى الكثيري كان واحدا منهم لعجز والده عن توفير سبل تعليمه...،

في حين أن المندوب الكثيري يتوفر، اليوم، على عقارات عدّة يكتريها وتعود عليه بالملايين شهريا، آخرها عمارة في شارع الأطلس في حي أكدال في العاصمة الرباط، التي أكمل بناءها قبل سنتين، واكتراها بمبلغ 14 مليون سنتيم شهريا، وهو الذي باع أرضا بمليارين قبل ثلاث سنوات في الجديدة، ولما طالبته الجماعة الحضرية في حقها الجبائي عليه، الذي يبلغ نسبة 2.5 في المائة، أي ما قيمته 48 مليون سنتيم فقط، استكثرها على المدينة التي غرف من نعيمها ونعيم أهلها عليه، وساعدته على استكمال دراسته ليصير موظفا، ثم مندوبا ساميا يتمخمخ في الولائم والمآدب لهفة ولهطة...

هذا المندوب، الذي يقرّع مقاومين بما يشبه الابتزاز، بحكم العلاقة الإدارية بينه كمندوب سامٍ وبين وكيلات ووكلاء الاستغلال، من أجل أن يدفعوا لصندوق كورونا 5 آلاف درهم، على الأقل يدفع هو واجباته الضريبية تجاه مالية المجلس الجماعي لمدينة الجديدة، فإذا به يسلك مسطرة قضادئية ضد مدينته لدى إدارية الدارالبيضاء، بدعوى أن الأرض المباعة لا تدخل ضمن المحيط الحضري، بل أرضا فلاحية كما يدعي. فأين هي الوطنية، وأين هي المواطنة، التي يظل يرطن بهما؟ ألا يستحق منه صندوق مواجهة جائحة كورونا مساهمة "ترقى إلى المستوى المأمول" من مبلغ المليارين الذي باع به الأرض، ومن الملايين، التي تدرّها عليه عقاراته، هنا وهناك، ولو مبلغ شهر كراء واحد؟!

أو إن المندوب الأكول لا يفكّر إلا في المنافذ، التي تدر عليه المنافع، ولذلك فهو عازم كل العزم على أن "تواصل مصالح المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تتبعها لمشروع إحداث صندوق دعم يتم تمويله من عائدات أسواق الجملة لبيع الخضر والفواكه ولبيع الأسماك، والذي سيمكن الوكلاء الحاليين لأسواق الجملة من الاحتفاظ بعائدات الوكالة المخولة لهم، فيما سترصد مصادر مالية إضافية لحساب صندوق الدعم"، ثم زاد وكرر وجدد القول "... وستواصل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساعيها لدى القطاعات الحكومية ذات الاختصاص والمعنية من أجل أن تتم أجرأة هذا المشروع في آجال معقولة"...

اللي ما يحشم كيفاش يمكن يستحيي؟!