زميلنا المبدع عالق خارج المغرب.. أعيدوا لنا طارق جبريل
الكاتب :
"الغد 24"
محمد أبويهدة
طارق جبريل المدير الفني لجريدة الأحداث المغربية هو مواطن سوداني، بدل الدم تجري في عروقه مياه النيلين، لكن قلبه مغربي مائة في المائة، مزج بين طيبوبة أهل السودان والمغاربة، لذلك فإن الابتسامة لا تفارق شفتيه.
يتكلم الدارجة بطلاقة، ويرطن ببضع كلمات أمازيغية. نظريا يتفوق عليك في استعراض الأكلات المغربية وكيفية تحضيرها وتوابلها، وكذلك الشأن على أرض الميدان، في المائدة، لكنه لا يقرب ناحية المطبخ ولا يعرف له عنوانا.
استقر بين الرباط والدارالبيضاء، واختار عش الزوجية في تمارة، وتزوج مغربية من عروس البوغاز، وأنجب ريم ومحمد، شابين صالحين ذوَيْ تكوين رصين.
اختار هذا البيطري الهجرة إلى المغرب منذ 30 سنة، وجاء يحمل معه كنزا ثمينا للصحافة المكتوبة، إذ استقطبه هوى صاحبة الجلالة إلى تجميل وجهها وواجهتها فأصبح أشهر ماكيتيست في البلاد.
سره في ذلك أنه قارئ نَهِم يطلع على تفاصيل كل مقال قبل تفصفيفه وإخراجه في قالب جميل يضفي عليه المزيد من النّظَارة.
تجري أنامله على لوحة مفاتيح الحاسوب لإخراج صفحات الجريدة، لكنه إلى جانب الإخراج يكتب كأنما يحكي، لا تشبع من قصصه، كساحر ما إن يضع يده في قبعته حتى يخرج حكاية جديدة.
قبل ثلاثة أسابيع، سافر طارق إلى السودان لصلة الرحم بأهله، لكن مقامه صادف قرار الإغلاق، ظل يتحرق شوقا لتراب البلاد التي ترك فيها أبناءه، وفور فتح الرحلات الاستثنائية، شرع في الاستعداد للدخول إلى المغرب عبر بوابة الإمارات ولكن...
لم يشفع قلبه المغربي وعائلته المغربية وإقامته عقودا بالمغرب وحياته التي تلوّنت بالأحمر والأخضر، بلوغ مقصده، لأنه يحمل الجنسية السودانية.