الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الريسوني نوّض عجاجة.. من لا تاريخ له يخشى استحضار التاريخ

 
محمد نجيب كومينة
 
التصريحات الأخيرة لأحمد الريسوني، التي استرجع فيها جزءا من التاريخ، مازالت تثير الجدل وردود الفعل المُنكِرة والغاضبة...
 
التاريخ لا يمحى، والذاكرة لا تنسى ما خلفه ورسخه التاريخ طال الزمن أم قصر...
 
التاريخ يعود اليوم في حرب أوكرانيا والأحداث الأخيرة ذات الصلة بتايوان الصينية...
 
أكيد أن العودة إلى التاريخ تتم في ظل معطيات دولية وجيوسياسية مختلفة يستحيل تجاهلها، لكن ما ترسخ يبقى راسخا، شاء من شاء أو كره من كره...
 
قبل الدولة الوطنية الحديثة، وقبل الدول الناشئة بعد الاستعمار، كانت هناك دول تتقوى وتضعف عبر الحقب والسنين، تخبو ثم تنهض. الصين كانت أكبر امبراطورية في العالم، وهذا ما حاول الغرب محوه، وروسيا كانت أيضا من أكبر وأقدم الإمبراطوريات، التي بدأ تأسيسها من أو كرانيا الحالية، والمغرب كان على مدى قرون أكبر إمبراطورية في أفريقيا، شاملة الأندلس لمدى قرون، وتركيا كانت إمبراطورية كبرى عثمانية ذات امتدادات ثقافية ولغوية وغيرها إلى اليوم في آسيا وجزء من أوروبا.
 
قد يحاول البعض إنكار ذلك لغاية ما، لكن الحقائق المدونة والبارزة في الآثار والإرث الثقافي المادي واللامادي تبقى عصية على النكران.. والإنكار في هذه الحالة والكذب على التاريخ يعبران عن عقدة بدل أن يغيرا شيئا من الحقائق الثابتة...
 
هناك مفهوم مركزي في كتاب أنور عبد المالك "Dialectique Sociale" يتمثل في "عمق الحقل التاريخي" (profondeur du champ historique) يستحيل تجاوزه عندما نتحدث في التاريخ أو عن التاريخ الحقيقي، هذا العمق لا ينمحي...