كومينة: ماذا وراء الكشف عن خطاب عبد المجيد تبّون الموجه إلى أنتوني بلينكن؟
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكشف عن خطاب عبد المجيد تبّون الموجه إلى كاتب الدولة الأمريكي أنتوني بلينكن، عرّت حالة الهذيان، التي يعاني منها الموظف، الذي وُضع على رأس الدولة الجزائرية، من طرف الجنرالات...
ليس المهم في الخطاب هو حديث تبّون مع بلينكن عن الحليب، وانما تأكيده له أن الدولة الجزائرية، المعروفة بارتباطاتها، تشبه الولايات المتحدة وتتفق معها في كل شيء (كذا!)، أي بما في ذلك موقفها حاليا من الصراع الجاري مع روسيا في الحلبة الأوكرانية، إلا في موضوع واحد هو المغرب. وهنا يكمن الأهم، الذي لن يفوت روسيا أن تسجله، حيث عمل تبّون على إقناع محاوره بلينكن أن المغرب مثل روسيا حاول ويحاول التوسع على حساب جيرانه في الجزائر وموريتانيا (كذا!)، واضعا بذلك بلده، وأيضا موريتانيا التي لا حق له في التحدث عنها في لقاء من هذا القبيل، في موقع شبيه بأوكرانيا.
وأعتقد جازما أن بلينكن قد كتم ضحكة وهو يسمع هذيان الرجل، الذي لا يرقى إلى مستوى حديث رئيس دولة، ويسجّل تناقضاته التي تعكس حالة سكيزوفرينيا لا شفاء منها، ولربما هذا ما دفع إلى نشر ما قاله تبون كي يقرأه الروس والصينيون والأوروبيون والإسرائيليون، الذين قال تبون إنه لا مشاكل له معهم، وأيضا الشعب الجزائري الذي سيعرف، من الآن فصاعدا، أن نظامه يشتري السلاح من روسيا ويتفق مع أمريكا أو يتملقها، ومن المؤكد أن تبون لم يتوقع أن تكشف الخارجية الأمريكية عما قاله، وربما لم يكن على علم بأن الأمريكيين كانوا يسجلون أقواله، وربما فُرض عليه التسجيل وقَبِل...