الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

المندوب السامي الأكول.. غير كيشوف القص كيقطع الحس وكيبقى يفرس حتى كتْحدْ ليه النفس

 
من الطرائف الخاصة بالمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أنه يحمل ثلاثة ألقاب حسب الجهات المهتمة المرتبطة بعلاقات مهنية أو حزبية معه، وكلها ألقاب تشير إلى الأكل.
 
 
فمقاومون في الدارالبيضاء يطلقون عليه لقب "القص" (أي الأكل بالتعبير الدارج)، فتراهم يتندّرون مع بعضهم "ها القصّ جاي كيترعّد"، وأعضاء من المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يطلقون عليه لقب "الوكّال" (أي الأكول)، وجماعة من الاتحاديين، الذين خبروا انتهازيته، منذ حوّل نفسه إلى "ترّاف" لدى الكوميسير عرشان، الذي أشرف على تعذيب مقاومين واتحاديين، في مقدمتهم، رئيس المجلس المؤقت آنذاك، الفقيد سعيد بونعيلات، يطلقون عليه لقب "الطفيلي".
 
وهذه حالة نادرة في المشهد السياسي المغربي، إذ هو المسؤول الوحيد، الذي استحضر حرفيا نمط عيش الفاعل السياسي التقليدي: "الفقيهْ"، المعروف بحضوره لكل الأفراح والأتراح، حيث يجد مجده في تلك اللحظات، التي يلتهم فيها المأكولات بنهم لا يفلّ ولا يكلّ، ويتلمّظ الأكل...
 
وقد سبق أن قارن أطر متقاعدون من أسلاك المندوبية السامية للمقاومة، في مقال نشروه في أسبوعية "الوطن الآن" (4 يناير 2012)، بين المندوب السامي السابق محمد بنجلون، والمندوب السامي الحالي مصطفى الكثيري، ومن طرائف تلك المقارنة أن قالوا عن بنجلون إنه لم يكن "طفيليا لا يبارح المآدب في بيوت الغير". وبتأويل العبارة إلى مداها، فإذا كان محمد بنجلون ليس طفيليا، فإن الطفيلي هو من ينصّب نفسه نقيضا لبنجلون، وهو سلفه الاتحادي مصطفى الكثيري.
 
وقد ذهبت جريدة "الأحداث المغربية" (24 ماي 2011)، وكان مديرها حينئذ هو الاتحادي محمد البريني، إلى وصف مصطفى الكثيري بأسلوب ساخر "توريست سامي واقيلا طفيلي" (سائح سامي وربما طفيلي).
 
وقد جاء في زاوية ساخرة في العدد نفسه من جريدة الأحداث المغربية، وقد وضعت الكلام، الحوار الافتراضي، بأسلوب الزاوية الساخر، تخيّليا باسم مصطفى الكثيري، الذي قال: "دوزتها في الولائم والزرود عند المقاومين، ما كاين غير القص وتعمار جيابي بالفلوس، أنا جيت باش ناكل، واش بغيتوني نبقى جيعان؟"!
 
وكتبت الجريدة نفسها، في الزاوية نفسها، بتاريخ (13 يونيو 2011)، وبطريقة ساخرة، وصفا للسلوك الطفيلي لمصطفى الكثيري، في حوار تخيّلي على لسان الكوميسير محمود عرشان: "كنوجد ليه (لمصطفى الكثيري) القص، وهو كيقطع الحس، وكيبقى يفرس حتى كتحد ليه النفس"...
 
وفي السياق نفسه، جاء على لسان الكوميسير الجلاد محمود عرشان: "أنا استغليت الميدة ديالي، حيت كاين شي نوع ديال بنادم، ضربو لحلقو ينسى اللي خلقو".
 
وفي سياق آخر متصل، يستحضر مقاومون عندما انفجر المقاوم العربي الركيك غضبا من تعسّفات المندوب الأكول مصطفى الكثيري، في العدد 435 من "الوطن الآن" (يونيو 2011)، متهما إياه بالتلاعب في أموال قطاع المقاومة وجيش التحرير، وأنه لا يقوم بشيء إلا لصرف الميزانية في أغراضه الخاصة، ومن ذلك بناء عقارات، ويتسكع باستمرار في بيوت المقاومين للنزول في ضيافتهم، بطريقة طفيلية مقرفة، والتمتع بالمأكولات بمناسبة المآدب التي تقام له.
 
وفي العدد المذكور، طالب العربي الركيك بإجراء محاسبة وتحقيق من طرف لجنة مشتركة من المجلس الأعلى للحسابات ووزارة المالية ووزارة الداخلية.
 
ويقول مقاومون من الدارالبيضاء إن من عادة الأكول أنه يبرمج ما يسميه بـ"زيارات المواساة"، بذريعة الاطمئنان على المقاومين في بيوتهم بعيادتهم ومواساتهم، للتغطية على نهمه وشرهه للأكل في بيوت الأغيار، فيتردد على البيوت للغذاء عند هذا المقاوم أو أسرته، والعشاء عند آخر أو ذويه، مع تناول وجبة بينية عند آخر. إذ إن نهمه إلى الأكل هو الذي يحركه، ولا يهمه مقاوم أو أسرته، فالمعروف عنه أنه فاقد للحس الاجتماعي، لا يتضامن مع أحد، ولا يساهم في الدعم المالي لمعوز أو مكلوم، فهو شحيح بخيل لا يحب الخير أو الفرج لأحد...
 
لذلك، فلا ضير إن وصفناه، كما بات يُنعت في المجالس، بصفة "الأكول"، ولله في خلقه شؤون...