الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
حكومة بيدرو سانشيز التي مرغت الدولة الإسبانية في التراب بعدما "قولبها" جنرالات الجزائر الأغبياء

جنرالات الجزائر تلاعبوا بها ومؤامرتهم انقلبت عليها.. ورطة الحكومة الإسبانية!

 
محمد نجيب كومينة
 
 
نجح المغرب في إسقاط مخطط كان يستهدفه ويهدف إلى الإضرار بمصالحه الوطنية الاستراتيجية، مخطط نسجته المخابرات الجزائرية مراهنة على سذاجة وقلة حيلة من يحكمون إسبانيا حاليا، وعلى عداء دفين لدى بعض الأطراف الإسبانية للمغرب والمغاربة، سواء في اليمين المتطرف أو في يسار بلا بوصلة ولا استقلالية عن المنطق الموروث عن الاستعمار.
 
لكن أصحاب المخطط اكتشفوا أنهم سُذّج، بل وأغبياء، إذ ورطوا الإسبان شر ورطة ووفروا للمغرب فرصة كان من الصعب توفرها لو لم يباشروا تنفيذ مخططهم ليقلب الطاولة على إسبانيا، التي لم تتصرف وفق تقاليد العلاقات الإسبانية المغربية، التي تم ترسيخها في العقود الأخيرة، وبالأخص في ظل حكومات غونزاليس وسباتثيرو وراخوي، سواء في ما يتعلق بملف المجال البحري أو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء واعتبار الحكم الذاتي الحل الوحيد للنزاع المغربي الجزائري أو قضايا أخرى، ليس ذلك وحسب، بل إنهم وفروا الفرصة للمغرب ليعيد إلى الواجهة دوليا مسألة احتلال سبتة ومليلية والجزر المتوسطية، ويقوم في نفس الوقت بتعبئة المغاربة للدفاع عن أراضيهم السليبة.
 
لقد وجدت الحكومة الإسبانية نفسها في ورطة بعدما جاء رد فعل المغرب سريعا وقائما على معطيات دقيقة، ورغم أنها حاولت الصعود إلى الجبل في البداية، والتحدث بلغة إيزابيلا، فإنها فهمت في النهاية أن المؤامرة التي شاركت فيها، والتي لم يكن استقبال بن بطوش بطرق المهربين والعصابات إلا الجزء الظاهر منها، قد انقلبت عليها، وأن الجنرالات الجزائريين تلاعبوا بها وورطوها، وأنها ستكون أكبر الخاسرين من التوتر الذي افتعلته مع المغرب، لأن مصالحها مع المغرب أكبر وارتباطاتها به أكبر، ولأن المغرب يمتلك الكثير من الأوراق التي يمكن أن تلحق ضررا بمصالح إسبانيا وخلخلة الأوضاع بها، امتنع دائما عن استعمالها مراعاة لحسن الجوار والتعاون والعلاقات الاستراتيجية التي تم بناؤها لبنة لبنة في مدى زمني طويل، بل وتصرف على العكس من ذلك لفائدة إسبانيا في ملفات عديدة، بما فيها دولية، لتأكيد حسن نيته، رغم الخلاف الترابي القائم بين البلدين والذي راهن المغرب على حله بالحوار والتقارب المستمر.
 
اليوم تجد إسبانيا نفسها في ورطة لا يمكن للجزائر أن تساعدها على الخروج منها، لأن الجنرالات لا يُثاق فيهم، ولا يَحسِبون إلا لما يعود عليهم بالنفع الشخصي، وليس أمامها إلا أن تجد الحل بشكل منفرد، كي يصبح ممكنا أن تعود المياه إلى مجاريها...
 
ولا يمكن للحاكمين في إسبانيا أن يفرحوا بمساندة حكام الجزائر الأغبياء، جزائر الثورة التحريرية المجيدة ضد الاستعمار، لاستعمارهم للأراضي المغربية، لأنه لا يجدي نفعا ولا يغير من حقيقة أن استعمارهم لهذه الأراضي يبقى استعمارا في نظرنا نحن المغاربة أصحاب الأرض الشرعيين وفي نظر العالم أيضا...