الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الأمن الإسباني يفكك خلية داعشية في مدريد بتعاون مع الأمن المغربي (صورة أرشيفية)

"خليها تتفرگع".. بفضل المغرب اعتقلت إسبانيا العديد من الإرهابيين وتفادت اعتداءات قاتلة

 
ليس من أخلاق وقيم الدولة المغربية، عبر التاريخ، أن تتخلى عن أشقائها ولا عن أصدقائها ولا شركائها، خصوصا في قضايا الأمن ومواجهة الإرهاب، التي راكم فيها الأمن المغربي تجربة وازنة...
 
لقد خبرت إسبانيا بالخصوص، والاتحاد الأوروبي والعالم على وجه العموم، من خلال وقائع وأحداث ملموسة، نجاح وريادة المغرب في مجال محاربة التطرف والإرهاب، والمستوى العالي من اليقظة، والمهنية والاحترافية، التي تؤهل الأمن المغربي لإحباط المخططات الإرهابية، من خلال اعتماده مقاربة استباقية أثبتت نجاعتها...
 
ويمكن القول، دون تباهٍ أجوف، إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية "البسيج"، أضحى نموذجا يُحتذى في جهود مكافحة الإرهاب، فهو درع قضائي لمديرية جمع الاستخبارات المتمثّلة في المديرية العامة لحماية التراب الوطني "الديستي"، والتي تتمثل مهمتها الأولى في تجميع المعلومات حول جميع الأنشطة الإجرامية، سواء المتعلقة منها بالجريمة الإرهابية أو الجريمة المنظمة، وبعدما رأى المشرع أن هذه المديرية تتميز بنوع من المهنية في استعلاماتها، أعطاها الصفة الضبطية لجميع الضباط، الذين يشتغلون فيها، وأنشأ المكتب المركزي للأبحاث القضائية بناء على قرار مشترك بين وزارتي الداخلية والعدل، حيث نُقل له الاختصاص الوطني في معالجة كل القضايا المنصوص عليها في الفصل 108 من قانون المسطرة الجنائية كالإرهاب، والمس بالدولة، والتهريب الدولي للمخدرات، وتهريب الأسلحة، إلخ...
 
كل هذه المعطيات والأدوات، وفرت لـ"البسيج" آفاقا رحبة لمزيد من الاحترافية والجدوى والنجاعة والمردودية، في مواجهة الظواهر الإجرامية الدولية، كتهريب المخدرات والأسلحة، والاتجار بالبشر، والإرهاب، ما جعل المغرب يقدم خدمات معترف بها دوليا لجيرانه وشركائه في محاربة هذه الجرائم، التي تكون أحيانا متداخلة في ما بينها، طبقا لاتفاقياته الدولية والثنائية...
 
وهذا ما جعل وزير الدفاع الإسباني الأسبق خوسيه بونو، والمسؤول السابق عن مصالح الاستخبارات الإسبانية، يؤكد على الأهمية الأساسية للمغرب في مكافحة بلاده للشبكات الإرهابية المتطرفة.
 
والجميع تابع تصريحات خوسيه بونو، عندما حل، مساء أول أمس الأحد 23 ماي 2021، ضيفا على برنامج لقناة "السادسة" الإسبانية، إذ قال بصريح العبارة: "بصفتي وزير دفاع سابق ورئيس سابق لمصالح الاستخبارات، أود التأكيد أنه بفضل المملكة المغربية تمكنت إسبانيا من اعتقال العديد من الإرهابيين المتطرفين، وبفضل المغرب تمكنا من تفادي اعتداءات قاتلة".
 
وسجل بونو، وهو أيضا رئيس سابق لمجلس النواب، أن عدم الاعتراف بالجهود التي بذلها المغرب لصالح إسبانيا هو بمثابة "انتحار"، محذرا من أي موقف من شأنه المس بالعلاقات الثنائية.
 
وانتقد السياسي الإسباني، في هذا الصدد، المواقف الإسبانية، التي تستغل الوضع الحالي للهجوم على المغرب، معربا عن أسفه لكون "بعض الأوساط في إسبانيا تريد أن يكون المغرب دائما خصما، وأن نتعامل معه بشكل غير لائق".
 
وفي الواقع، وكما سجل خوسيه بونو ذلك، فإن التهجمات الأخيرة، التي شنتها العديد من الأوساط الإسبانية ضد المغرب، واحتضانها لمجرم الحرب إبراهيم غالي زعيم عصابات البوليساريو، لا يمكن النظر إليها، بأي حال، خارج منطق العداء للمغرب، لذلك، لن نطلب من المغرب أن يواجه العداء بالعداء، ولكن المغرب بات مطالبا أن يرفع يده عن كل ملفات التعاون مع إسبانيا، بما فيها التعاون الأمني، و"خلليها تتفرگع"، وتتحمل مسؤولية أفعالها...