الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

نجل الزايدي مروّنها في جماعة الشراط.. ها كيفاش دخّل صاحبو للحبس ومراتو تلتجئ إلى الملك

 
مثلما كان والده أحمد الزايدي يستأسد، بعدما بيّضته الأجهزة وحوّلته من صنيعة للبصري إلى شخصية سياسية موكول لها قصّ أجنحة الاتحاد الاشتراكي، ورث نجله، سعيد الزايدي، النائب البرلماني ورئيس جماعة الشراط، الاستئساد على الناس، إذ وصل الأمر إلى أقرب مقربيه، وعلبة أسراره، المسمى إبراهيم بلغازي، الذي ذاق منه ومازال الأمرين من "حيف وظلم وتسلط"، وفق ما ذكرت زوجته، التي اضطرت إلى رفع رسالة تظلم إلى الملك محمد السادس.
 
وبحسب الزوجة المتظلمة إلى الملك، فإن البطش، الذي سلطه البرلماني سعيد الزايدي على زوجها إبراهيم بلغازي، كان انتقاما من هذا الأخير، الذي اختار أن يبتعد عنه، بعدما اختلف معه في طبيعة تدبيره للمجلس الجماعي، وإخلاله بالوعود التي سوّقها بلغازي نفسه لفائدة الزايدي وسط السكان، إذ كان بلغازي أكبر داعميه ماديا ومعنويا للفوز في الانتخابات السابقة، الجماعية والتشريعية، فضلا عن العلاقات الإنسانية الوطيدة، التي كانت تجمع الأسرتين، إذ إن الزايدي، تقول المتظلمة إلى الملك، كانت "تجمعه مع زوجي وعائلته صداقة متينة، حيث كان يتردد هو ووالده المرحوم أحمد الزايدي علينا بمنزلنا بالديار الفرنسية"...
 
ومما زاد في تأجيج غضب سعيد الزايدي تلك الشعبية، التي يتميز بها بلغازي وسط السكان، الذين ينظرون إليه باحترام وتقدير ومصداقية، وبالخصوص عندما وصلته الأخبار بأن السكان يطالبونه بالترشح للانتخابات المقبلة، بحيث "أصبح يشكل خطرا على المدعو سعيد الزايدي"، وتحت ضغط الرعب من منافسة محتملة، وفق ما ذكرت زوجة الضحية، في رسالة التظلم التي رفعتها إلى الملك، فقد دبّر البرلماني سعيد الزايدي لزوجها إبراهيم بلغازي ملفا سنة 2019، إذ ادعى أن شقته الكائنة بإقامة بيلا بيسطا بواد الشراط تعرضت للسرقة وتم الاستيلاء على مبلغ 76 مليون سنتيم، وقدم شكاية إلى الدرك الملكي ببوزنيقة متهما زوج المتظلمة إلى الملك بأنه هو من قام بالسرقة...
 
وبالفعل قامت عناصر الدرك الملكي بالتحقيق في الواقعة، حيث تبين أن التحقيق لم يسفر عن أي دليل يدين الزوج بالسرقة المزعومة، التي قالت الزوجة، في تظلمها إلى الملك، إن كل ما هنالك أن الشكاية كيدية هدفها إبعاد زوجها عن الترشح للانتخابات...
 
ومما يؤكد براءة الزوج إبراهيم بلغازي، وأن الملف مفبرك، أن عناصر الدرك أحالت البحث، الذي أنجزته، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، وأن هذا الأخير بعد دراسته للمحضر وفي غياب أية أدلة، أحاله على درك البيضاء لتعميق البحث، مما يؤشر من جهة إلى براءة زوجها الضحية، ومن جهة ثانية إلى "كون المشتكي سعيد الزايدي له معارف ونفوذ هو وأخته سعاد الزايدي البرلمانية التي تدعي أن لها شخصيات نافذة في سلك القضاء للزج بزوجي في السجن"...

ومما يزيد في تأكيد براءة الزوج، تشرح الزوجة المتظلمة إلى الملك، أن عناصر الدرك الملكي بالدارالبيضاء أنجزت، بدورها، محضرا آخر، لم يثبت من خلاله أي دليل على مزاعم سعيد الزايدي، فأحالت الملف على الوكيل العام للملك الذي أحاله بدوره على قاضي التحقيق، الذي استمع إلى الزوج إبراهيم بلغازي، فأكد براءته التامة من كل المنسوب إليه، كما استمع قاضي التحقيق إلى الشهود الموجودة أسماؤهم بمحضر الضابطة القضائية، فأكدوا جميعهم براءة بلغازي من تهمة السرقة، وبسبب غياب أي دليل إدانة، فقد ظل الضحية إبراهيم بلغازي طوال هذه الفترة في حالة سراح...

إلى أن حدثت المفاجأة، يوم 14 أبريل 2021، أي بعد مرور سنتين كاملتين... فبعدما تبينت براءة إبراهيم بلغازي، ولما اقتربت الانتخابات، التي يريد سعيد الزايدي التقدم إليها، لكن دون أن يقع شيء لـ"صاحب حاجتو"، الذي يشكل وجوده أكبر تهديد له في الاستحقاقات المقبلة، فجأة، وبقدرة قادر، ظهر شاهدان عجيبان، وفي فاتح رمضان، وقع الزج بإبراهيم بلغازي خلف القضبان...

ليست هذه قصة من نسج الخيال، بل من صميم الواقع المغربي! نترك الزوجة تحكي ما جرى: "بتاريخ 2021/04/14، المصادف لفاتح رمضان الأبرك، حضر زوجي لدى قاضي التحقيق، حيث قام الأخير باعتقال زوجي بحجة أن المشتكي أحضر شاهدين لم يُستمع إليهما لا من طرف درك بوزنيقة ولا من طرف درك البيضاء". وكان طبيعيا أن تعرب الزوجة، في تظلمها الموجه للملك، عن استغرابها من ظهور شاهدين فاجأة في الملف، بعد مرور أزيد من سنتين من التحقيق، ومما تستغرب له المتظلمة إلى الملك أن أحد الشاهدين هو ابن عمة الزايدي، والثاني يشتغل بجماعة الشراط، التي يترأسها ويسيّرها، لتعرب عن أملها في تدخل الملك محمد السادس من أجل "رفع الحيف عن زوجي المعتقل ظلما وعدوانا وتعسفا بسجن عكاشة"...