الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

أنقذوا حياة سليمان الريسوني.. الحق في الحياة هو أكثر الحقوق المقدسة وأكبر من أي حساب أو موقف

 
سارة سوجار
 
بين القانون والمواطن.ة، يوجد منفذو القانون الذين يجب أن يتوفروا على ضمير، على استقلالية وعلى شجاعة في تأويل القوانين "حتى تلك غير العادلة" لصالح العدالة، ولصالح ضمان الحقوق، لهذا نطالب دائما بمؤسسات لها صلاحيات قوية ومستقلة تجعل من الجميع متساويا أمامها.

تخيل لو كانت لنا مؤسسات وساطة قوية، قضاء مستقل، برلمان وحكومة يمارسان صلاحياتهما الدستورية بكل شجاعة، ما كان لجأ المواطنون للتضحية بحياتهم وبصحتهم في سبيل ضمان الحق في محاكمة عادلة.

ما نشاهده اليوم في ملف سليمان الريسوني، يعبر عن فشل حقيقي لجميع الفاعلين في أداء أدوارهم، التي لا يجب أن تكون خارج ضمان المصلحة العامة.

عدم ضمان محاكمة عادلة لسليمان الريسوني، يضرب حق جميع أطراف القضية، فعوض أن تعرف المحاكمة مجرى عاديا، يضمن للطرفين حق الدفاع عن نفسيهما وتوفير كل الشروط الملائمة كي يتحقق الإنصاف والعدالة، ها نحن اليوم نعيش مأساة إنسانية لمواطن طلب فقط حقه في محاكمة منصفة، وفي تمتعه بالسراح المؤقت.

بهذا النوع من التدبير الذي ضاعت فيه الكثير من الحقوق، وكبرت فيه سلسلة الظلم، نخسر زمنا سياسيا وطاقة كثيرة يمكننا الاستفادة منها لتحقيق التقدم وبناء الثقة وجسور المشترك...

أتمنى من كل قلبي أن يتم التدخل بشكل عاجل كي يتم إنقاذ حياة سليمان اليوم قبل الغد، فالحق في الحياة هو أكثر الحقوق المقدسة، التي لا يجب أن تخضع لأي حساب ولا لأي موقف...

نحتاج اليوم لبناء ثقة أكثر من أي وقت مضى، نحتاج بناء مؤسسات وبناء دولة الحق والقانون... فلم نعد نتحمل هذا المناخ السلبي والمتوتر والبئيس الذي أصبح يحيط بنا.

هناك الكثير يجب أن نفعله لهذا الوطن، وأوراش كثيرة تنتظرنا من  تعليم، عدالة، إعلام، ديمقراطية سياسية... وهذه القضايا لا تحتاج تدبيرا ضيقا، بل تحتاج لانخراط الجميع،  وتحتاج مناخا مناسبا أساسه الثقة، الحوار، الإنصات وحفظ كرامة الناس وحرياتهم.

إن تقوية الداخل هو الضامن الوحيد والأوحد لمجابهة كل أخطار الخارج.

إن ضمان حقوق المواطنات والمواطنين هي الشيء الوحيد الذي يجعل الناس تحس بالانتماء للوطن، تدافع عنه وتضحي من أجله...

اللهم احفظ سليمان وعمر... اللهم فرجا قريبا لنا جميعا ولهذا الوطن...