الخوانجية فعلوها مرة أخرى.. وزارة الظلاميين يستعمل الفصل 26 لاختطاف تعاضدية الفنانين
الكاتب :
جلال مدني
في خطوة أخرى من خطوات الترامي على المؤسسات، لاختراقها والسيطرة عليها واختطافها، أعلنت وزارة الشغل والإدماج المهني أنه تم بموجب القرار المشترك لوزير الشغل والادماج المهني ووزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة الصادر في 14 يناير 2021، تطبيق الفصل 26 في حق التعاضدية الوطنية للموظفين، القاضي بحل المجلس الإداري للتعاضدية، مثلما فعلت في التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية...
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، يوم أمس الأربعاء 20 يناير 2021، أنه تقرر إسناد السلطات المخولة للمجلس الإداري للتعاضدية الوطنية للفنانين إلى أربعة متصرفين مؤقتين، يعهد إلى كل واحد في ما يخصه، بإجراء انتخابات جديدة في ظرف ثلاثة أشهر، والسهر على التسيير العادي لشؤون هذه التعاضدية إلى حين تنصيب الأجهزة المسيرة الجديدة، مع الحرص على ديمومة الخدمات المقدمة للمنخرطين وذويهم بشكل عادي.
وعلى غرار تعاضدية الموظفين، ظلت وزارة الشغل، منذ مدة، وهي تتحرّش بتعاضدية الفنانين، مستعملة أحد بيادقها وهو ممثل معروف، مع تجميع حزمة شكاوى مفبركة مبنية على التضليل والافتراء، التي يروجها بوقها الممثل وشرذمته، التي تسبّح بحمد حزب الإخوان المسلمين في المغرب، مع شرذمة انتهازيين، استقطبوهم بالوعود الخاوية...
وظلت وزارة التشغيل تحشر أنفها في شؤون تعاضدية الفنانين، وتتدخل بصفة غير قانونية في قرارات الأجهزة المسيرة للتعاضدية وفي شؤونها الداخلية والتنظيمية، وكان الهدف هو الاستيلاء على التعاضدية...
وهذا ما كان انتبه إليه مسؤولو التعاضدية، وعلى رأسهم نائب أمين مالها، الفنان إدريس السبتي، ورئيس فرع جهة الدارالبيضاء-سطات للنقابة المغربية لمهنيي فنون الدراما، الذي أثاره هذا الإصرار من وزارة أمكراز المنتمي للبيجيدي على التدخل في شؤون التعاضدية، والذي وصفه، في تصريح لـ"الغد 24"، بأنه يبعث على الشك والشبهات، ويفتح أكثر من علامة استفهام، ويؤكد على أن هناك نية مُبيتة تحرك رغبة مُهندسي سياسة وزارة الشغل والإدماج المهني، في تحويل بوصلة قيادة التعاضدية الوطنية للفنانين إلى معسكر"الخوانجية" مع سبق الإصرار والترصد، وإلا، يتساءل السبتي مستنكرا: كيف يمكن تفسير تحرك أسطول الوزارة في كل الإتجاهات دفعة واحدة، لمجرد توصلها بشكاية من أحد المحسوبين على صفوف أجندتها الحزبية...؟ ثم، إن تجاوزها لقوانين سلطتها الإدراية، وتدخلها السافر والمتواصل للطعن في شرعية الانتخابات الداخلية للتعاضدية، يؤكد صحة نيتها في محاولة الزج بقيادة التعاضدية إلى أجنحة الذراع التعاضدي لحزب الـ"بيجيدي".
التحرّش بتعاضدية الفنانين ليس جديدا، تماما مثلما كان الحال مع تعاضدية الموظفين، إذ إن وزارة التشغيل، منذ عهد الوزير الظلامي المندحر، محمد اليتيم، وبالخصوص منذ سنة 2018 ومهندسو وزارة الخوانجية يحشرون أنوفهم في الأمور التنظيمية والشؤون الداخلية للتعاضدية، إلى درجة أن ارتفاع منسوب حماستهم أربك حساباتهم الضيقة، ودفعهم إلى الطعن في شرعية الانتخاب الديمقراطي والشفاف للرئيس الجديد عبد الإله أمزيل، بدعوى أن الجمع العام لم يتم بدعوة من الرئيس السابق، علما أن القانون الأساسي للتعاضدية يعطي الحق لثلث أعضاء المجلس الوطني للتعاضدية بالدعوة إلى جمع عام.. وبالرغم من عدم شرعية تدخل الإدارة الوصية في تجديد هياكل التعاضدية، عمدت هذه الأخيرة إلى عقد جمع عام ثان بدعوة من الرئيس السابق أمحمد يونوس (الحاج يونس) أسفرت انتخاباته بالإجماع على الرئيس الجديد عبد الإله أمزيل، وهو الأمر الذي لم يستسغه محيط وزارة الخوانجية، ما حدا بالكاتب العام لهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الإجتماعي، إلى توجيه تقرير ملغوم لقيادة التعاضدية يحمل أكثر من علامة استفهام، حول شرعية آلياتها الانتخابية!؟
وأوضح إدريس السبتي أن هناك نوايا سياسية تحركها جهات من داخل الوزارة الوصية على قطاع التعاضد بالبلاد، لتحويط ملف "التعاضدية الوطنية للفنانين" والزج به في خانة الإطارات التابعة للحزب الحاكم، وهي نوايا أبعد ما تكون عن احترام إرادة الفنانين بما يخدم مصلحتهم في توفير التغطية الصحية والحماية الاجتماعية لفائدتهم ولفائدة ذوي الحقوق بدل تحويل التعاضدية إلى خلفية لمصالح آنية صرفة وضيقة...
واليوم، ووزارة الخوانجية تنفذ مخططا ظلاميا ثانيا، هل تعرفون ماذا تبقى لها؟ أن تحشد شرذمة من أصحاب الشعارات الخاوية، وتستقطب أصوات مجموعة أخرى من السذج، الذين ما إن يسمعون كلمات من قبيل الاختلاسات ونهب المال العام، حتى يبدأوا في الطنطنة، ويطرطرون، كأي كومبارس بليد، لتوفير التغطية لقرارات اختطاف مؤسسات وهيئات ليتسلط عليها الظلاميون لاستعمالها في الانتخابات المقبلة...
لكن الفنانات والفنانين لن يسمحوا بهذه المهزلة، فإذا كانت قيادة المجلس الإداري لتعاضدية الموظفين تكالب عليها من كل فج عميق "الكلاب" والسذج والبلداء بقيادة شرذمة من الظلاميين، فإن أهل الفن، بكل قطاعاته، أهل الحب والجمال والإبداع، وهم أهل نور، لن يدعوا الظلام يمر...