الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
مؤسسة التعاون الوطني وفي الإطار حدو إيكو

فساد الخوانجية في تعاضدية الموظفين.. هذا هو سبب نزيف الاستقالات من نقابة البيجيدي

 
جلال مدني
 
علل المسؤولون النقابيون المعنيون بالاستقالة من النقابة الوطنية لقطاع التعاون الوطني من المركزية النقابية الإخوانية الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، مبادرتهم الجماعية برفضهم للهيمنة التي يمارسها حزب العدالة والتنمية على النقابة، وعلى قراراتها، وكذا احتجاجا على هيمنة البيجيدي، أيضا، على مؤسسة التعاون الوطني سياسيا وإداريا، منذ سنة 2012، التي تسببت في تردي أوضاع هذه المؤسسة وتدهورها من السوء إلى الأسوأ...
 
لكن السبب الجوهري يعود إلى انتخابات أجهزة التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، وما تخللها من فساد مارسته وزارة الشغل والإدماج المهني، بوزيرها الصغير محمد أمكراز، وبمتصرفيها المؤقتين، بدعم من نقابة الاتحاد الوطني للشغل، وبتوجيه من حزب العدالة والتنمية، من أجل التنسيق مع المفسدين، وتفويت التعاضدية لشخص فاسد ومفسد من الاتحاد العام للشغالين، طُبّق عليه الفصل 26 سنة 2009، ومازال متابعا قضائيا بملفات فساد واختلاسات لأموال التعاضدية، ما دعا أحد أطر نقابة الخوانجية، وهو حدو إيكو المنتمي للجامعة الوطنية لموظفي وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة والتجارة الخارجية، بدعم من أطر من النقابة الوطنية لمؤسسة التعاون الوطني، إلى الإعلان عن رفضهم لهذه التوجهات المتواطئة مع الفساد، والخروج بلائحته، التي تشكلت من أطر النقابتين، ليخوض بها انتخابات المجلس الاداري لتعاضدية الموظفين، خلال الجمع العام 72 بتاريخ 10 يناير 2021، لكن لم يتوفّق لأن "الماتش مبيوع للعثماني" من قبل الخوانجية...
 
هذه الواقعة دفعت الكاتب العام لنقابة البيجيدي، عبد الإله الحلوطي، إلى دعوة المكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل، إلى اجتماع يوم 22 يناير 2021، اتخذوا فيه، بإجماع أعضاء المكتب الوطني، قرار الطرد النهائي لحدو إيكو من عضوية النقابة الإخوانية ومختلف هيئاتها، بداعي "إقدامه بشكل مثبت على الإخلال بمبادئ المنظمة وعدم الالتزام بقرارات الهيئات المخول لها قانونا إصدارها، والإصرار على ذلك، وهو ما يعتبر مخالفة صريحة لأنظمة الاتحاد وقوانينه ومساطره التنظيمية، مما حذا بالمكتب الوطني للاتحاد إلى تفعيل الإجراءات التأديبية والانضباطية"...
 
لكن ما لم يدر بخلد الحلوطي ومن معه من الخوانجية قادة الاتحاد الوطني للشغل، أنه في الوقت الذي كانوا يباشرون التعبئة لامتصاد قرار طرد حدو إيكو، والتهييء لعقد اجتماع مع قيادة الجامعة الوطنية لموظفي وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة والتجارة الخارجية، التي ينتمي إليها حدو إيكو، خصوصا مع أخبار الغضب، الذي بدأ يشتعل في هياكل هذه النقابة، ستخرج لهم نقابة التعاون الوطني "من الجنب"، بالإعلان، أمس الاثنين 25 يناير 2021، عن استقالات جماعية من هياكلها التنظيمية الوطنية والجهوية والإقليمية...
 
وفي هذا الصدد، أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمؤسسة التعاون الوطني بلاغا، يتوفر موقع "الغد 24" على نسخة منه، يعلن استقالة أغلبية أعضاء المكتب الوطني والمكاتب الجهوية والإقليمية من النقابة المذكورة.
 
وقال البلاغ ذاته إن المكتب الوطني للنقابة الوطنية لقطاع التعاون الوطني، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل، عقد اجتماعا يوم 23 يناير 2021، تلاه اجتماع آخر عن بعد مع فروع هذه النقابة يوم 24 يناير 2021، حيث خصص هذان الاجتماعان لتقييم حصيلة العمل النقابي للنقابة، منذ تأسيسها سنة 2014، وتقييم علاقتها بالاتحاد الوطني للشغل وبالإدارة والوقوف على الوضعية الراهنة للنقابة، وقد خلص أغلب أعضاء هياكل النقابة إلى الاتفاق على تقديم استقالة جماعية من عضوية المكتب الوطني والمكاتب الجهوية والإقليمية لأغلب المناضلين، معللين هذه الخطوة بالأسباب التالية، كما وردت في البلاغ:
 
1- إننا – كأعضاء  في النقابة – أصبحنا في وضعية غير منسجمة ولا يقبلها ذو عقل، ذلك أن المركزية النقابية التي ننتمي إليها (الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب) كانت تدعي أنها مستقلة عن الحزب، الذي يترأس الحكومة (العدالة والتنمية) غير أن واقع الحال بيّن أن الحزب هيمن على الاتحاد وعلى قراراته وانصهر ممثلوه في مجلس المستشارين (الذين صوتنا عليهم) في فريق نفس الحزب… وفي نفس الوقت، نسجل أن نفس الحزب أحكم قبضته على مؤسسة التعاون الوطني سياسيا وإداريا منذ سنة 2012 وتسبب في تردي أوضاع هذه المؤسسة وتدهورها من السوء إلى الأسوأ، ونسجل أنه -وبكل أسف- عدم تحقيق ولو مكسب واحد لمستخدمي التعاون الوطني طيلة هذه المدة!! وبذلك وجدنا أنفسنا بين مطرقة الوزارة والإدارة التي لا تعير أي اهتمام للموارد البشرية، بل وتصر على المزيد من التراجع عن المكتسبات والتسبب في تردي الأوضاع المادية والاجتماعية للمستخدمين (حذف منحة العيد وتأخير منح المكافأة السنوية نموذجا) من جهة، وسندان الاتحاد الذي لا يحرك ساكنا لمساندة نضالنا بسبب علاقته بالحزب الذي يدبر القطاع الذي ننتمي إليه.
 
2- ضعف مساندة الاتحاد لنضال النقابة، إذ إن الاتحاد لم يقدم المساندة المطلوبة للنقابة في المحطات النضالية، باستثناء بعض المناضلين من مكاتب وجامعات أخرى الذين سجلوا مواقف مشرفة في مساندة نضالنا ميدانيا. ونسجل اليوم -وبكل أسف- تهميش بعضهم وفصل البعض الآخر من الاتحاد دون وجود مبرر واضح ودون سلوك المساطر المعمول بها، آخرهم المناضل حدو إيكو، الذي يسجل له موقف مشرف في دعم محطاتنا النضالية ميدانيا.