الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الحرب الكارتونية لعسكر قصر المرادية قرب حدودنا

 
منعم وحتي
 
 
هذه ملاحظات حول التجييش الإعلامي والفبركات المضللة حول الحرب الافتراضية لعسكر الجزائر على حدود صحرائنا المغربية:
1ـ تنصل جبهة البواليساريو من كل اتفاقات الأمم المتحدة حول وقف إطلاق النار، لا يضطر المغرب بالضرورة لإعلان الحرب، لأن استراتيجيته الدبلوماسية تحتاج للهدوء في المنطقة.
2ـ لكن القرار الأرعن للخروج من وقف إطلاق النار من طرف عسكر الجزائر والبوليساريو يقتضي قرارا مغربيا موازيا موجَّها للأمم المتحدة بنهاية خرافة المنطقة العازلة، وأن حدود المغرب الرسمية تعود لوضعها الأصلي مع موريتانيا والجزائر.
3ـ هذا القرار المغربي بانتهاء المنطقة العازلة سيضع معادلة جديدة بأقاليمنا الجنوبية مفادها أن أي عمل عدائي على التراب المغربي ينطلق من الجزائر أو موريتانيا يعتبر إعلان حرب رسمي من داخل إحدى الدولتين.
4ـ من مصلحة الجيش المغربي ترتيب حماية الحدود مع الجيش الموريتاني بشكل مشترك ومنسق، داخل خطة استراتيجية ترمي إلى رسم معالم بناء الخط الاقتصادي الإفريقي الأوربي المستقبلي عبر البلدين.
5ـ قصر المرادية دخل مرحلة الاختناق، وسط أزمة رأس الحكم وبروز معالم انبعاث الحراك من جديد بالجزائر مع تجدده في تونس، وسيراكم العسكر الجزائري الأخطاء وسط التناحر الداخلي للجنرالات وانكشاف عورة مخططات الانفصاليين.. فكلفة الحرب للجميع أشد فظاعة من "سيلفيات" ترسانتها.
6ـ الجبهة الداخلية للمغرب هي صمّام الأمان لضمان سيادة المغرب على كل شبر من أراضيه، لذا فإطلاق مخطط حقيقي للديمقراطية والتنمية العادلة والحقوق والحريات هو مدخل ضمان إجماع شعوب العالم على قضيتنا العادلة في الصحراء المغربية.. وتراص الجبهة الداخلية أكبر كابح لأي تغوّل للتدخل الخارجي.
7ـ أوروبا تتخبط في إعلان موقفها الصريح من وحدتنا الترابية، لهذا فالضغط عبر بوابة جبل طارق وإنجلترا سيقوّي معادلة تفاوضنا الديبلوماسي مع أوروبا، وكل سواحلنا المتوسطية عليها أن تصبح ورشا اقتصاديا ضخما يضاهي الضفة الجنوبية لأوروبا ويعوض تجارة التهريب وكإجابة على مطالب حراك الحسيمة.. ولتختنق سبتة ومليلية مؤقتا لا مشكلة.. وترسيم حدودنا البحرية وحمايتها عامل سيادة لا مفر منه.
كان تاريخ المغرب درسا كبيرا في محاولة خنق جيران الشرق والشمال للمغرب، حكمة الدروس أن يتحوّل صبيب الخنق في الاتجاه الآخر لإرساء معادلات تفاوض عادلة لبناء مستقبل مشترك لا مجال فيه لليّ أيدي بعضنا.