الجزائر.. الحكم بـ15 و12 سنة سجنا نافذا على الوزيرين الأولين السابقين أويحيى وسلال في قضايا فساد
الكاتب :
"الغد 24"
في الوقت الذي ينتظر الشعب الجزائري، محاكمة حقيقية لرموز الفساد بالمؤسسة العسكرية وقصر المرادية والأجهزة الاستخباراتية، ممن تلاعبوا منذ عقود بثروات وخيرات الجزائر وأفقروا شعبها، وتورطوا في قضايا فساد كبرى ما تزال فصولها تتردد همسا بين الجزائريين، جراء القمع الممارس عليهم... (في عز هذا الانتظار) أدانت محكمة جزائرية، اليوم الخميس 28 يناير 2021، الوزيرين الأولين السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، على التوالي، بـ15 سنة و12 سنة سجنا نافذا، في قضايا فساد. وهي عملية غير كافية بحسب ما تداوله عدد من الجزائريين في مواقع التواصل الاجتماعي لوأد الفساد من جذوره، ما دام رموز الفساد في العديد من الأجهزة النافذة طلقاء، ومستمرون في قمع ونهب ثروات البلاد.
وتوبع أويحيى وسلال، إلى جانب متهمين آخرين، من بينهم، على الخصوص، وزيران سابقان ورجال أعمال، بتهم تتعلق بالفساد وتبديد أموال عمومية ومنح امتيازات غير مستحقة، لاسيما في قطاع تركيب السيارات، وكذا التمويل الخفي للحملة الانتخابية للرئيس المقال عبد العزيز بوتفليقة لرئاسيات أبريل 2019.
وهكذا، أصدر مجلس قضاء الجزائر حكما بالسجن النافذ لمدة 15 سنة وغرامة مالية قدرها مليوني دينار جزائري في حق الوزير الأول السابق أحمد اويحيى، و12 سنة سجنا نافذا وغرامة 1 مليون دينار جزائري في حق الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، مع مصادرة العائدات غير المشروعة وجميع الأموال المحجوزة في الحسابات والأرصدة البنكية، وكذا مصادرة الممتلكات العقارية المنقولة للمتهمين والشركات المعنوية الخاصة برجال الأعمال.
وبذلك أيدت المحكمة الحكمين الصادرين، في مارس الماضي، في حق أويحيى وسلال، القاضيين بالسجن النافذ لمدة 15 سنة و12 سنة.
كما قضت المحكمة ذاتها، في هذه المحاكمة وهي الثالثة للمتهمين في قضيتي تركيب السيارات والتمويل الخفي للحملة الانتخابية، بـ3 سنوات حبسا نافذا و2 مليون دينار جزائري كغرامة في حق وزير الصناعة السابق يوسف يوسفي، وبسنتين حبسا نافذا لوزير الصناعة الأسبق، محجوب بدة، وبغرامة قدرها 2 مليون دينار جزائري.
ونطقت أيضا بأحكام بالحبس النافذ لمدة 4 سنوات في حق الرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، مع غرامة 500 ألف دينار جزائري، وكذا بـ4 سنوات نافذة في حق رجلي الأعمال حسان عرباوي، وأحمد معزوز، وبثلاث سنوات حبسا نافذا في حق رجال الأعمال محمد بايري.
وبحسب أرقام رسمية، فقد كبدت الفضيحة المرتبطة بقضية تركيب السيارات الخزينة العمومية خسائر قدرت بـ128 مليار دينار (975 مليون أورو).
يذكر أن العديد من الشخصيات والمسؤولين السامين السابقين ورجال أعمال توبعوا، في إطار هذه المحاكمة، من أجل التمويل "الخفي" للحملة الانتخابية لبوتفليقة، مطلع سنة 2019، ومنح امتيازات في صناعة السيارات عن طريق شراكات بين ماركات أجنبية ومجموعات جزائرية كبيرة، والتي هي في الغالب في ملك رجال أعمال مرتبطين بمحيط الرئيس السابق.