الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
مسعود بوعيش والمحجوب بنموسى وأحمد المرادي

فاجعة طرد المغاربة من الجزائر بالأمس والمخلوقات "الجاهزة للإيجار" اليوم

 
مسعود بوعيش
 
حسنا فعل موقع "الغد 24" بإعادة نشر صرخة الصديق الكبير المحجوب بنموسى حول "الفاجعة الكبرى لطرد الجالية المغربية من الجزائر".. وحسنا فعل صديقنا العزيز أحمد حميد المرادي عندما أطّر لإعادة النشر بـ"رسالة مفتوحة إلى أصحاب (بندقية للإيجار)"...
 
كنتُ، زمن تلك الفاجعة، تلميذا داخليا بثانوية مولاي سليمان بفاس، مستوى السنة النهائية، يعني البكالوريا..
 
عشنا حدث ترحيل المغاربة من الجزائر إلى وجدة... عايشت تداعيات الترحيل القسري... كنا في عطلة بمناسبة عيد الأضحى، الذي صادف شهر دجنبر 1975.. بالمناسبة سافرت من مدينة فاس إلى مكان ازديادي وسكنى عائلتي للاحتفال بعيد الأضحى لتك السنة... تزامن وصولي إلى المكان مع وصول بعض أبناء البلدة المهجرين قسريا من الجزائر... سمعت شهادات حية حول شروط وظروف الترحيل...
 
كنت من قراء جريدة المحرر وقتذاك... أتذكر صورة الشهيد عمر بنجلون وسط الدماء بجانب سيارة رونو 16... اغتيل الراحل عمر بنجلون في واضحة النهار بمدينة الدارالبيضاء يوم 18 دجنبر 1975...
 
نحن قراء جريدة المحرر، زمنذاك، كنا قد قرأنا في الأعداد اليومية الصادرة في شهر أكتوبر 1975 أن مدير جريدة المحرر وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سافر إلى مدينة لاهاي بهولندا لتغطية أشغال محكمة العدل الدولية، التي تنظر في طلب الرأي الذي تقدم به المغرب، عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول حقه في استرجاع صحرائه الغربية، التي كانت خاضعة للاستعمار الإسباني، الذي غادر قبل ذلك طرفاية سنة 1958 وسيدي إفني سنة 1969، ولم يقبل بمغادرة العيون والساقية الحمراء ووادي الذهب...
 
علمنا ونحن ثلة من التلاميذ المُتابِعين بصفة منتظمة قراءة جريدة المحرر، بشراء نسخة واحدة فقط (نظرا لندرة مواردنا) للتناوب على قراءتها.. لقد أدركتُ، في ما بعد، تداخل وتشابك الأيادي والدوائر المخطِّطة للترحيل القسري للمغاربة المقيمين بالجزائر ليلة عيد الأضحى، وتلك المخططة والمنفذة لاغتيال الشهيد عمر بنجلون عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومدير جريدة المحرر الغراء، التي رافقت، عبر تغطيتها الإعلامية، انطلاق المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء المغربية، منذ الإعلان عنها من قبل الملك الراحل الحسن الثاني، في خطاب رسمي سمعناه عبر الإذاعة والتلفزة يوم 16 أكتوبر 1975، يوم صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الذي أقر للمغرب بحقه في أرضه واسترجاعها، وبالتالي اعتبار إسبانيا قوة احتلال للساقية الحمراء ووادي الذهب كما كانت سابقا لطرفاية وسيدي إفني وتطوان والعرائش والقصر الكبير.. وكما كان الاستعمار الفرنسي في الشمال والجنوب، يعني جنوب الصحراء المغربية الغربية والشرقية...
 
تحياتي للصديق المحجوب بنموسى ورفاقه في مسار الفعل الديمقراطي برمته.. تحياتي للصديق أحمد المرادي أحد أصدقاء المسار هنا قبل أن أسافر إلى الهناك والعودة إلى الهنا... لأن الهنا هو الأنا الوجودية فوق هذه الأرض قبل وصول رسائل الكتب الثلاثة إلى الهنا...
 
نعتقد أن هذه المخلوقات الجاهزة للإيجار ظاهرة ليست وليدة اليوم، وقد ينتهي دورها اليوم وتسند لها وظائف أو مهام غدا...
 
القافلة تسير والكلاب تنبح..
 
مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس...