خاضت النساء العاملات في الحمامات الشعبية، مؤخرا، عدة وقفات احتجاجية في عدة مدن، للتحسيس بمآسيهن ومعاناتهن من تدهور أوضاعهن بسبب تمديد قرار إغلاق الحمامات الشعبية إلى أجل غير مسمى، مما خلق لهن، وهن المعيلات لأسرهن، أزمات مادية خانقة، بعد تراكم الديون وواجبات الكراء والماء والكهرباء واللوازم المدرسية لأبنائهن، فضلا عن إكراهات المعيشة اليومية.
أمام هذا الوضع، وجدنا أنفسنا أمام حالة بئيسة من الميز الاجتماعي والعنصري وصلت درجة من الوقاحة تلك التي باشرتها "مؤثرات" (!!) لا يقدّرن وزن كلماتهن على وقع نفوس فئة مستضعفة من المجتمع وأبنائها وعلى عادات المغاربة وأعرافهم وبالتالي على حالة الأمن الجميلة التي نتمتع بها.
ما صدر عن جزء من هؤلاء العاهات الفايسبوكية والقطيع الذي تابعهم بالنافخ،
وما قابله من سكوت مريب ممن يفترض فيهم الوعي الشقي للمجتمع من مثقفين ومؤثرين ملتزمين بقضايا المستضعفين ومن رواد الفايسبوك المحبين للعدل،
يسائلنا جميعا كيف نسمح بتسرب هذا الاستهزاء والتحقير لفئة من النساء في المجتمع فيهم أمهات وأخوات وجدات وزوجات وشابات صعبت الحياة في وجوههن.
عدد الطيابات والكسالات والطيابة والكسالة والفرناطشية في المغرب يقارب 100 ألف نسمة، باعتبار أن عدد الحمامات بالمغرب يتجاوز 12 ألف حمام تقليدي، يشتغل فيه بين 5 و10 أشخاص. كلهم يتحملون مسؤولية أسر وأبناء وبنات، غالبهم لا يتمتع بأية حماية اجتماعية من تسجيل في الصناديق الاجتماعية ومعرضين لأكثر الأمراض خطورة (الكلي، تجفف الجسم، الروماتيزم، آلام الظهر، تلقي العدوى ناهيك عن الأنفلونزا الموسمية).
يسكن غالبهم في أحياء قصديرية وأحياء عشوائية ومنازل وبيوت مكراة وعدد منهم يسكنون في وضعيات مكرفصة بالحمامات نفسها.
دخلهم هو إكراميات الزبائن وهو متعب جدا جدا جدا...
زبائنهم من الأحياء الشعبية وأحياء القصدير والبيوت المكراة.
ولهذا، هناك اليوم أسباب موضوعية لخطوتين لازمتين:
1- فتح الحمامات الشعبية من أجل هؤلاء الطيابة والكسالة، وكذا الزبائن ممن لا يتوفرن على حمامات بمنازلهم، ومراحيضهم ضيقة...
2- تمتيع الكسالات والطيابة والفرناطشية بالحماية الاجتماعية عبر قانون ملزم...