الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

قتل الزميلة والشهيدة شيرين أبوعاقلة جريمة نكراء

 
محمد نجيب كومينة
 
شيرين أبوعاقلة كانت قيد حياتها صحافية قديرة وشجاعة تمارس مهنتها، التي تلقت تكوينا أكاديميا لممارستها، بمهنية وبانحياز لحقوق شعبها الفلسطيني ووطنها فلسطين بكل تأكيد، إلى أن توفيت متأثرة بإصابات خطيرة تعرضت لها في منطقة الرأس خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، الأربعاء 11 ماي 2022، كما أصيب الصحافي علي السمودي، الذي يعمل أيضاً في قناة الجزيرة القطرية.
 
خلال 25 سنة من عملها في قناة الجزيرة كانت صحبة زميلها العمري (والعمريون الفلسطينيون من أصل مغربي)، تنقل للعالم صورة حقيقية عن ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين وضد هويتهم وتراثهم في مسعاه للتهويد وطمس حقائق الواقع والتاريخ، البعيدة عن الأساطير والأحاجي.
 
قتلها على المباشر وهي تقوم بتغطية عمليات الاحتلال في جنين، جنين مرة أخرى، في إطار التصعيد القمعي المستمر في الضفة الغربية، يكشف عن انزلاق قوات الاحتلال الصهيوني إلى مزيد من الممارسات البشعة والمتصاعدة التطرف ضد الفلسطينيين أينما وجدوا وأيا كان انتماؤهم أو لونهم السياسي.
 
دعوة السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق دولي مستقل ورفضها دعوة حكومة الاحتلال إلى تحقيق مشترك عين العقل، ويجب أن تحظى بالدعم من طرف الاتحاد الدولي للصحافيين، الذي يترأسه يونس مجاهد، ومن طرف كل المنظمات المهنية الأخرى والمنظمات الحقوقية، لأن قتل الشهيدة شيرين أبوعاقلة فيه خرق سافر للقانون الدولي الذي يحمي الصحافيين أثناء أدائهم لواجب المهنة في مناطق النزاعات ويترتب عليه أن قتلهم جريمة نكراء ومدانة.
 
تعازينا لأسرة الشهيدة وللشعب الفلسطيني الذي فقد فيها صوتا يصدح بالحق ويقاوم الاحتلال بالالتزام بقواعد المهنة ومواجهة مخاطرها.
 
أما من يناقشون أصلها ودينها المسيحي ويستكثرون عليها صفة الشهيدة، فهم أغبياء ومجانين مكانهم الطبيعي مستشفى من نوع خاص...