الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بحضور 79 دولة.. هذا ما قرره اجتماع مراكش ضد داعش وضد الإنفصال والإرهاب في أفريقيا

 
أعرب المشاركون في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، المنعقد أمس الأربعاء 11 ماي 2022، في مراكش، عن قلقهم إزاء تنامي انتشار الحركات الإنفصالية في أفريقيا، مؤكدين عزمهم الجماعي على مواجهة تطور التهديد الذي يشكله داعش في القارة.
وجاء في البيان الختامي، الذي صدر في أعقاب أشغال هذا المؤتمر الدولي، الذي عرف مشاركة 79 دولة، أن المشاركين "أعربوا عن قلقهم إزاء انتشار الحركات الإنفصالية في أفريقيا، التي تقف وراء زعزعة الاستقرار وزيادة هشاشة الدول الأفريقية، وتعزز في نهاية المطاف داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية العنيفة والمتطرفة".
وأكد أعضاء التحالف وشركاؤه أن مجموعة التركيز الأفريقي (أفريكا فوكوس غروب) ستعمل، تحت رعاية التحالف الدولي، على تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون في الدول أعضاء التحالف في أفريقيا، مشددين على ضرورة تعزيز التوافقات داخل مجموعة التركيز هاته مع المنظمات الدولية الأخرى والجهود والمبادرات لمحاربة للإرهاب في أفريقيا، على المستويات الدولية ودون الإقليمية والإقليمية.
كما ذكر المشاركون بالمقاربة المدنية التي اعتمدها التحالف في ما يتعلق بتنفيذ جهوده بأفريقيا، وذلك استنادا إلى مبادئ التملك الوطني ووفقا للحاجيات الخاصة للدول الأفريقية الأعضاء.
وفي هذا الإطار، شدد المشاركون على ضرورة مواجهة تطور تهديد تنظيم داعش، لا سيما في أفريقيا، من خلال تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب للأعضاء الأفارقة ومراعاة التحديات والتهديدات التي يطرحها تنامي الفاعلين اللادولتيين، ولا سيما الجماعات الانفصالية، التي تعد عاملا لزعزعة الاستقرار والهشاشة في المنطقة.
كما سلطوا الضوء على أهمية بناء قدرات الدول الشريكة في التحالف ودعم المبادرات دون الإقليمية والإقليمية في القارة الأفريقية، في إطار العمل المدني للتحالف، تماشيا مع مبدأ التملك، وبما يتناسب والاحتياجات الخاصة للدول الأفريقية.
كما شددوا على أن التنسيق الكلي والعالمي للجهود التي يبذلها التحالف يجب أن يتم في انسجام مع مبادرات مجموعات العمل التابعة للتحالف، ولا سيما مكافحة تمويل داعش، والاتصالات، والمقاتلين الأجانب وتحقيق الاستقرار.
وأشاد أعضاء وشركاء التحالف الدولي ضد داعش بعقد الاجتماع الأول لهذا التحالف العالمي في أفريقيا.
وشكل هذا الاجتماع، الذي نُظم بدعوة مشتركة من وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأمريكي، السيد أنتوني بلينكين، نقطة تحول في الالتزام والتنسيق الدولي في محاربة تنظيم"داعش"، مع تركيز خاص على القارة الأفريقية وكذلك على تطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.

بوريطة: اجتماع مراكش كان ناجحا بكل المقاييس
 
 
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء بمراكش، أن اجتماع مراكش للتحالف الدولي ضد داعش كان ناجحا بكل المقاييس.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحفية في ختام أشغال هذا الاجتماع الوزاري، المنظم بمراكش بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكين، أن هذا النجاح يتجلى من خلال الحضور الوازن لأعضاء التحالف، حيث "لبت 79 دولة دعوتنا، بما في ذلك 19 من أفريقيا و8 من آسيا و9 وفود من العالم العربي".
وأشار الوزير إلى أن هذا الحدث الدولي تميز بـ"حضور 47 وزيرا، من بينهم 38 وزير خارجية، شاركوا كلهم بشكل شخصي وفاعل في المناقشات"، مبرزا أن "أزيد من من 400 مشارك ساهموا في إنجاح أشغال هذا المؤتمر".
علاوة على ذلك، يضيف بوريطة، فقد شهد اجتماع مراكش انضمام جمهورية البنين كعضو جديد في الائتلاف، لتكون بذلك العضو الـ85 للتحالف.
كما شدد الوزير على أن هذه العوامل ليست السبب الوحيد الكامن وراء هذا النجاح، مبرزا أن ذلك يتمثل في ثلاثة محاور أساسية، أولها يتمثل في أن أفريقيا، بقضاياها المختلفة، "تشكل أولوية في رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث يضع جلالته قضايا القارة، بما فيها قضايا الأمن والتنمية ومكافحة الإرهاب، في صميم السياسة الخارجية للمملكة".
وأضاف أن العامل الثاني يكمن في "نجاح المغرب في بلورة إجابات وطنية فاعلة ومتفردة في تعامله مع الظاهرة الإرهابية؛ وهو ما يعطيه مصداقية على المستوى الدولي، ويجعل تجربته الوطنية مصدر إلهام للعديد من الدول الصديقة والشريكة، خاصة في القارة الأفريقية".
أما العامل الثالث، يوضح بوريطة، فيتعلق بـ"قناعة المغرب العميقة وإيمانه القوي بأن مكافحة الإرهاب تتطلب جهدا جماعيا شموليا ومنسقا، يعالج مختلف أوجه هذه الظاهرة، في إطار مقاربة منبنية على التعاون والتنسيق الدوليين".
وأعرب الوزير عن سعادته لأن اجتماع مراكش للتحالف الدولي لهزيمة داعش عكس هذه المحاور الثلاثة النابعة من الرؤية الملكية، حيث تم التركيز بقوة على الوضع في أفريقيا، لافتا إلى أن "هذا التركيز كان ضروريا لأن أفريقيا أصبحت هدفا رئيسيا للإرهاب".
وذكر بوريطة، في هذا السياق، بأنه يوجد 27 كيانا إرهابيا متمركزا في أفريقيا على قائمة عقوبات مجلس الأمن للأمم المتحدة باعتبارها جماعات إرهابية، وأن أفريقيا جنوب الصحراء سجلت 48 في المائة من الوفيات بسبب الإرهاب العالمي سنة 2021، حيث وصل عدد الضحايا إلى 3.461 ضحية.
كما أشار إلى أن مجموع القتلى بلغ 30 ألف شخص في اعتداءات إرهابية في المنطقة على مدى الخمسة عشر عاما الماضية، ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص داخليا في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل بسبب المواجهات المستمرة، لافتا إلى أنه "لاحظنا تطور التكتيكات الإرهابية من خلال زيادة استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض كل من الاستطلاع والهجوم، وكذلك استخدام التكنولوجيات الجديدة للقيام بعمليات التمويل، مثل استعمال العملات المشفرة".
وبخصوص تأثير الإرهاب على التنمية، سجل المسؤول الحكومي أن الأثر الاقتصادي للإرهاب على القارة بلغ خلال العقد الماضي 171 مليار دولار أمريكي، مما كان له تأثير مباشر على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الأفريقية.
ومضى بقوله "هذا ما يعني أن تركيز التحالف على مواجهة التهديد الإرهابي جاء في الوقت المناسب أكثر من أي وقت مضى".
وفي سياق متصل  أعرب عن سعادته لكون الاجتماع الوزاري قد أعرب عن تضامنه مع الدول الأفريقية، وأعاد التأكيد على العزم الجماعي على مواجهة التهديد المتطور لداعش في أفريقيا. كما سجل بارتياح الدعم الوزاري لنتائج مجموعة التركيز المخصصة لأفريقيا، التي عقدت اجتماعها العام الأول هنا في مراكش، قبل يومين، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والولايات المتحدة والنيجر وإيطاليا.
من جهة أخرى، شدد بوريطة أن الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي شكل فرصة فريدة للتفكير معا في تطور التهديد الذي يشكله داعش في مناطق أخرى من العالم، لاسيما ما يسمى داعش خراسان.
وأشار بوريطة إلى أن مناقشات الاجتماع الوزاري ركزت على استمرار العزم والالتزام بتأمين مكاسب التحالف ضد داعش في الشرق الأوسط، لاسيما من خلال جهود تحقيق الاستقرار، والتأكيد على معالجة التهديد العالمي لداعش من خلال تنسيق كلي وشامل للجهود يمثل سمة مميزة للتحالف.
كما أبرزت هذه المناقشات أهمية الجهود التي يقودها المدنيون باعتبارها حجر الزاوية للموجة التالية من حملة الحاق الهزيمة بداعش، والالتزام القوي بمراعاة تطور التهديد الذي يشكله التنظيم في أجزاء أخرى من العالم، لاسيما في أفريقيا.
ومضى الوزير قائلا "أقررنا بأن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في أفريقيا سيعتمد على السلطات الوطنية وكذلك الجهود والمبادرات دون الإقليمية والإقليمية في القارة، وأن التحالف سيظل مدفوعًا بجهود المدنيين من خلال ومع وأعضائه الأفارقة، تماشيا مع مبدأ التملك، وبما يتناسب والاحتياجات الخاصة للدول الأفريقية".
وسجل بوريطة أيضا أن المشاركين أعربوا عن الالتزام القوي بمراعاة تطور التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في أفريقيا، وأقروا بأن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في أفريقيا سيعتمد على السلطات الوطنية وكذلك الجهود والمبادرات دون الإقليمية والإقليمية في القارة.
علاوة على ذلك جددوا التزامهم على المستوى العالمي تجاه الناجين وأسر ضحايا داعش من خلال محاسبة قادة ومرتكبي هذه المجموعة والجماعات التابعة لها.
وحذر بوريطة من أنه "رغم هذا التصميم القوي، لم نهزم بشكل كامل داعش وخطرها في جميع أنحاء العالم وبحاجة إلى أن نظل يقظين ومتحدين، ونحن بالتأكيد كذلك. نحن بحاجة إلى استباق التهديد الذي يشكله الإرهابيون، وتكييف استجاباتنا مع تطور هذا التهديد".
وفي ختام كلمته، جدد بوريطة شكره للولايات المتحدة الأمريكية على قيادتها، وأعرب عن الامتنان لكل الأعضاء والمراقبين في التحالف الدولي على الثقة التي وضعوها في المغرب لاستضافة هذا الاجتماع المهم وتنظيمه.
 
فيكتوريا نولاند: فخورون بهذا العمل بتعاون مع المغرب
 
 
أكدت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، أمس الأربعاء، أن اجتماع مراكش للتحالف الدولي ضد داعش  كان مثمرا للغاية وعكس "جهودنا المشتركة من أجل إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الإرهابي" .
وقالت نولاند، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في ختام أشغال هذا الاجتماع الوزاري، إن مؤتمر مراكش "كان مثمرا  للغاية وعكس جهودنا المشتركة من أجل إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الإرهابي وضمان أمن واستقرار الحكوومات الهشة وحماية حياة الأشخاص".
وأشارت فيكتوريا نولاند إلى أن انعقاد هذا المؤتمر لأول مرة على أرض أفريقية دليل على تغيير التركيز في ما يتعلق بخطر داعش والتحديات التي أصبح يفرضها تموقع التنظيم بالقارة السمراء.
وقالت نولاند، في هذا السياق، إن "حضورنا اليوم إلى جانب ممثلي 13 دولة أفريقية يعطي دليلا قويا وإشارة واضحة للتنظيم الإرهابي بأننا سنظل متضامنين في ما بيننا لإلحاق الهزيمة به"، مؤكدة "التزام الولايات المتحدة وباقي أعضاء التحالف بمواكبة شركائنا في جهودهم الرامية إلى تعزيز أمنهم وتحقيق عدالة أفضل لشعوب القارة".
وأكدت في هذا الصدد أن الولايات المتحدة تدعم هذه الجهود من خلال تخصيص دعم مالي مهم برسم السنة الجارية.
وخلصت المسؤولة الأمريكية إلى القول "نحن فخورون بالقيام بهذا العمل بتعاون مع المملكة المغربية"، معربة عن شكرها للمملكة على حسن الاستقبال والضيافة.

حضور إعلامي وازن لتغطية أشغال اجتماع مراكش
 
عرفت أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، الذي احتضنته مدينة مراكش أمس الأربعاء، حضورا وازنا لممثلي عدد من المنابر الإعلامية الوطنية والدولية، جاؤوا من مختلف مناطق العالم، لتغطية هذا الحدث الكبير الذي ينعقد لأول مرة في أفريقيا.
حوالي 180 صحافيا من المغرب والخارج توزعوا بين قنوات تلفزية، ووكالات أنباء وصحف ذات صيت عالمي، ومواقع إلكترونية، سهروا على تأمين تغطية إعلامية موسعة لهذا الاجتماع.
وبلغة الأرقام، بلغ عدد وكالات الأنباء الأجنبية التي غطت أشغال هذا المؤتمر ست وكالات، أبرزها وكالة الأنباء الأمريكية Associated press، ووكالة الأنباء الإسبانية EFE، ووكالة الأنباء الفرنسية AFP.
وبلغ عدد القنوات التلفزية التي حضرت هذا الاجتماع أربعة عشر قناة أهمها قناة الجزيرة والعربية وسكاي نيوز والقناة الإسبانية TVE وفرانس 24.
كما أوفدت مجموعة من الصحف الدولية مراسليها لتغطية هذا الاجتماع على رأسها جون أفريك، وإلبايس، والواشنطن بوست.
وكالة المغرب العربي للأنباء كانت في طليعة المؤسسات الإعلامية التي غطت أشغال هذا الحدث البارز، سواء من خلال قصاصاتها أو عبر قناة الأخبار إم 24 وإذاعة الاخبار المغربية ريم راديو، حيث قامت ببث الجلسة الافتتاحية وندوات صحفية مباشرة، بالإضافة إلى مراسلات على مدار الساعة.
الصحافة الأفريقية بصمت بدورها على حضور مهم، خصوصا أن موضوع تنامي ظاهرة الإرهاب في أفريقيا استأثر باهتمام المشاركين خلال الاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش الذين قدموا اقتراحات بخصوص تعزيز قدرات بلدان القارة السمراء في هذا المجال.
ومن أهم هذه المنابر الأفريقية قناة أفريكا 24، والقناة التلفزية السينغالية والقناة البينينية.
حضور إعلامي كبير إذن يبرره أولا موضوع الاجتماع المتمثل في البحث عن سبل القضاء على داعش، وثانيا انعقاده في أفريقيا التي أصبحت تعيش تحت وطأة تهديد هذا التنظيم الإٍرهابي.
فقد عملت مختلف المنابر الإعلامية، كل حسب توجهاتها، على تسليط الضوء على الرهانات الكبرى لهذا الاجتماع الوزاري، من خلال مقالات وحوارات وروبورتاجات مصورة نقلت من خلالها إلى العالم أدق تفاصيل ومخرجات هذا الموعد الدولي المهم.
نجاح إعلامي إذن حققه الاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش، ينضاف إلى نجاحات أخرى تتجلى من خلال الحضور الوازن لأعضاء التحالف حيث لبت 79 دولة الدعوة.