واحدة من أجمل أدبيات سنوات الرصاص، أن شكل النظام السياسي المغربي آنذاك أنه لم يشتم في ضحاياه وعلى رأسهم المهدي بن بركة... كان الصمت الرهيب والخوف من التصريح باسم من كان يسمى في أدبيات اليسار بعريس الشهداء... وكان الاتحاد ما زال يملك كل تلك البكارة المريمية العذراء التي لم يمسسها بعد بغاء المنفعة في مقابل النضال.
تم جيء بمحمد زيان يحمل ثوب المحامي في دور كومبارس، وهو أن يكون pit bull (بيتبول)... فيه مقومات المحامي المدجّن بين النفعي والانتهازي والحقير في شتم والطعن في كل شرفاء الوطن...
لسنا بذاكرة سمكية، مازلنا نذكر هجمته على النقابي الأموي رحمه الله... حيث كان زيان يعرفنا أن الحمار لا يجب أن نقول له الحمار..
كان منطق السعيدي ابن سطات -دريس البصري- هو ما يعرف في مصطلحات النساء بـ"قْلْيان السم"... بأن عيّن محمد زيان وزيرًا لحقوق الإنسان، وعيّن كوميسرا عذّب المعتقلين السياسيين واسمه اليوسفي (على اسم المجاهد اليوسفي) مبعوثًا إلى جنيف في دورة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان... وهو، أي محمد زيان، وزير حقوق الإنسان، استكبر حتى أن يعترف أن هناك معتقلا سياسيا أو منفيا.. بل وصفهم بالخونة.
تعلمت منطق السبحة في السياسة والدورة الفلاحية من فكر الملك الحسن الثاني رحمه الله... لهذا كان لزامًا هذا التذكير لمن ضعفت ذاكرته.. لنفهم هذه الدورة في مسار أشخاص بعينهم.
اليوم محمد زيان ليس معتقلًا بل يقرص، هو اليوم أمره كحمار يربطه صاحبه إلى حجرة قبل أن يدخل إلى السوق... لأنه قد يشرد، وصاحبنا شرد بعض الشيء... كما شرد رضى كديرة وقبله بوطالب... ومنهم تعلمنا أن العين الحمراء من النظام هي تربية.
بعض الصحافيين نتاج الدورة الاستدراكية، والناجحون بنقطة رشتاج (point de rachetage).. يدافعون عن زيان كأننا لم نفقه شيئا في هذا الوطن...
في زمن سنوات الرصاص، عندما كان أحد العمال أو الولاة يطغى، كنا نقول -واااا دريس، وَشْدْ عَوْدْكْ عندك-... أما مع هذا الحقير المقنع في صفة المناضل... فلقد نزل مستوى الصراع إلى المستوى الكلبي.
إن كان ولابد... فأحسن أن (يَرْفْسْكْ عود)... من أن يتبول عليك كلب فينقض وضوءك!