الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بنكيران يصول ويجول ويخاطب يوميا المغاربة والظلاميون قادمون واليساريون يتفرّجون!

 
نور الدين موحتان
 
 
عاد عبد الإله بنكيران، في لقاء تنظيمي جهوي لحزبه الظلامي خلال الأسبوع الماضي في مراكش، (عاد) كعادته في فتح جبته لكشف وقائع ارتبطت بفترة تسييره، وما أثارني، إضافة إلى حديثه باستهزاء عن متزعّم البام عبد اللطيف وهبي، هو تصريحه أن مجيئه ووصوله إلى اعتلاء المشهد كان لغاية قطع الطريق على حزب الجرار! وزاد مؤكدا أن الجرار يشكل تهديدا مباشرا لحزبه أولا، ثم تهديدا للمغاربة ثانيا!؟
 
السؤال، الذي يطرح نفسه بقوة، بخصوص هذا الاعتراف، هو: لماذا كان يروّج، في إطار خطاب التماسيح والعفاريت، أن حزب الجرار هو الذي يصرّح أنه جاء للتصدي لحزب بنكيران؟ بل كان يقول إن البام تهديد للإسلام؟
 
بنكيران أصبح اليوم وحيدا يفرق التصريحات يمنة ويسرة ويكشف كل أسرار المجالس. ولا أحد اليوم استطاع مجاراته في تكذيب ما يقوله، جرأته وصلت حد اتهام جهات بعينها كانت تهدد الوطن!؟
 
أكثر من ذلك، نجد أن تصريحاته، في إطار التدبير السياسي والمفاوضات مع الأحزاب اليوم، تكشف حجم التفاهة وانعدام المسؤولية وهدر وقت المغاربة... الرجل تارة يقدم نفسه فقيها، وتارة شاهدا على العصر، وفي أحيان منقذا للوطن، ثم عربيدا وزير نساء!! ولا أحد استطاع اليوم مواجهة الآلة البنكيرانية! وفي كل هذا وذاك، فالظلامية تعيد رصّ صفوفها، سوف تستخلص دروسها كاملة، سوف تدعي المظلومية وتدعي الطهرانية وتسوق نفسها أنها لا بديل غيرها... إنها تتمسكن حتى تتمكن مرة أخرى، فإذ كانت الظلامية، وهو بالمناسبة عرابها الرسمي والعلني والناطق الرسمي باسمها، تحاول أن تلوّن جلدها، فإنني أتوقّع أنه سيفاجئنا قريبا بحضور وازن في محطة ما (عقلوا مزيان على كلامي).. إذا كانت الظلامية كذلك، ما موقع الصف الديمقراطي والتقدمي اليوم من كل الأسئلة الحارقة؟ سؤال بالطبع لا أنتظر جوابا عنه.. أين اختفت كارزمات وهامات وقيادات وناطقين تكتلات اليسار؟ أينهم ليعتلوا المنابر لينوّروا المغاربة بما يجري ويدور! أقولها بكل صدق: ها العار بانوا خلاص! لا تتركوا الساحة مليئة بالفراغات، فهي منافذ لتسرّب الظلام وطيور الظلام! إما أن تحضروا، بكل قوة، وبكل جرأة، وبكل فعالية وجدارة، وإما أن تتحمّلوا مسؤولية إهدار فرص المرحلة لتبقوا مجرّد سادة المواعيد الضائعة!
 
وفي غضون ذلك، سيبقى بنكيران يواصل خرجاته، بمناسبة تنظيمية أو بغيرها، ونحن نتفرّج على تحرّكاته المثيرة، الرامية إلى تجييش الأتباع واستنهاض همم مما أصابهم من دهشة التحوّل من حزب حاكم يسود ويكتسح البرلمان والمناصب العليا في مؤسسات الدولة، إلى حزب تبخّر وأصبح عاجزا حتى على تدبير فريق برلماني...
 
وبكلمة: إنهم قادمون من بعيد مجددا، وبنكيران اليوم يعتلي الوسائط الاجتماعية، حتى بات يطل على المغاربة بمعدل يومي!! إنهم يشتغلون دون كلل ولا ملل فيما نحن نتساءل: لماذا يستلب أبناء الشعب المغربي؟ كيف لأفكار إقصائية وخرافية وشعبوية تجد طريقها، بكل يُسر، إلى فلذات أكبادنا؟ لكأن بنكيران الوحيد اليوم القادر على مخاطبة المغاربة!! يفتح لهم صندوق العجائب لتجربته السابقة ولفهمه لتدبير الشأن السياسي! يقول ما يريد ومتى يريد وكيف يريد، حتى أنه لم يرفّ له جفن وهو يتحدث عن علاقته بالداخلية في زمن إدريس البصري، وينفي قطعيا أن يكون على علاقة به، بل وينفي أن يكون قد كتب تعبير "خادمكم"!!؟ ويرفع التحدي إن كان أحد ما يتوفر على عكس كلامه! فماذا نحن فاعلون؟ أم إننا فقط متفرّجون؟!