الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

حملة لترسيم السنة الأمازيغية.. من أجل جعل يوم 14 يناير عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها

 
أحمد نشاطي
 
لابد، أولا، من تصحيح خطأ شائع يتعلّق برأس السنة الأمازيغية، وهو يوم 13 يناير، في حين فاتح السنة الأمازيغية الجديدة يكون هو 14 يناير، خلافا للأشقّاء في ليبيا، الذين سبقونا في ترسيم السنة الأمازيغية، لكن احتفلوا بها في اليوم الخطأ، وهو يوم غد الخميس 12 يناير، وخلافا، كذلك، للأشقاء في الجزائر، حيث سبقنا الكابرانات في ترسيمها، لكن سيحتفلون بها في اليوم الخطأ، وهو يوم الأحد 15 يناير، في حين تعبّر الحكومة المغربية، في هذا الصدد، عن قمة التخلّف، الذي يعكس نزعة مرضية لإقصاء أغلبية الشعب المغربي، بفعل الهيمنة التي يمارسها القومجيون والظلاميون معا...
 
بعد غد الجمعة، 13 يناير 2023، سيوافق نهاية السنة الأمازيغية 2972، في حين سيكون يوم السبت، 14 يناير 2023، هو فاتح إناير من سنة 2973، حيث يأمل ملايين الأمازيغ، أي أغلبية الشعب المغربي، في التفاتة رمزية، إعمالا لدستور 2011، الذي اعترف بالأمازيغية كلغة رسمية، من خلال إقرار السنة الأمازيغية وترسيمها كعيد وطني، بجعل فاتح إناير (14 يناير) من كل سنة عطلة رسمية مؤدى عنها...
 
هناك عشرات الملايين من الأمازيغ، على امتداد شمال إفريقيا، يحتفلون في يناير من كل سنة، برأس السنة الأمازيغية، وسيكون من شأن إقرارها رسميا، هنا، تمكين المواطنين المغاربة الأمازيغ، أغلبية الشعب المغربي، من يوم عطلة لممارسة حقهم في الاحتفال بهذه المناسبة المغربية الأصيلة، والأصلية...
 
المغرب، مع الملك محمد السادس، قطع خطوات مهمة في التحول، في التغيير الديمقراطي، المتدرج، صحيح تعرقله العديد من الكوابح، التي تتوزع بين انشداد البعض إلى مسلكيات الفساد والإفساد والاستبداد، وولاء البعض لقوى خارجية أكثر من ولائها للوطن، تتوزع بين إيران والإخوان، بين عصابات حزب الله ومجرمي حركة حماس، لكن التاريخ، رغم أنف هؤلاء وأولئك، يمضي أماما، ويحقق المغرب انتصارات قوية وبحجم تاريخي، في وحدته الترابية، وفي إنجازاته الديبلوماسية، مثلما يتقدم، كذلك، على الصعيد المجتمعي العام، وضمنه الانخراط المصيري، الذي لا رجعة فيه، في ورش المصالحة مع الأمازيغية، لغة وهوية وثقافة...
 
ولهذا السبب بالذات، لم يعد أي معنى لاستنكاف المغرب عن ترسيم السنة الأمازيغية، وللسبب نفسه، نعلن انخراطنا، ودعوتنا لكافة المغاربة إلى الانخراط، في حملة وطنية، تمتد على طول السنة الجارية، كل واحد أو جماعة يمارسها (الحملة) بالصيغة التي يراها مناسبة، من أجل تحقيق مطلب ديمقراطي، بعمقه الشعبي، وببعده الرمزي، وبأساسه الدستوري، وهو أن تتيح لنا بلادُنا متعةَ الإحساس بالانتماء إلى هذه الأرض، وإلى هذا الوطن، المسمى المغرب، بتمتيع المغاربة بممارسة حقهم في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية...
 
هناك من يسميها "السنة الفلاحية"، و"إيخف أوسكاس" (رأس السنة) و"إيض أوسكاس" (ليلة السنة) و"إيض ن إيناير" (ليلة يناير) و"حكوزا". لكن مختلف مكونات الحركة الأمازيغية تتوحد حول اسم "رأس السنة الأمازيغية"... كما يرتبط الاحتفال بعدة طقوس مشتركة تختلف فقط في التفاصيل، كما هو الحال لدى باقي المغاربة في الاحتفال بعدة مناسبات من قبيل عاشوراء مثلا، إذ هنا من يعدّ طبق "تاكلا/ العصيدة"، أو "أوركيمن/ سبع خضاري"، إلى غير ذلك من الطقوس التي تحيل إلى الارتباط بالأرض، وما أحوج العديد من المغاربة الإسلاموجيين والقومجيين أن يرتبطوا بأرض المغرب، بتامغرابيت، وأن يعلموا أن السنة الأمازيغية هي الأجدى بالاحتفال لأنها ترتبط بالأرض، وبحدث تاريخي يتعلق بانتصار البطل الأمازيغي شيشناق على الفراعنة، بخلاف المناسبات الأخرى، ذات البعد الديني، من قبيل السنوات الهجرية والعبرية والمسيحية... نريد لمغربنا المتعدد والمتنوع أن يحتفل بكل هذه السنوات بكل أريحية...
 
لكل المغاربة نتوجه بهذه الحملة، التي لا تريد غير أن يكون المغرب مغربيا، وأن يفعّل الدستور رمزيا، وكل واحدة وواحد يتحرك في الفضاء المناسب له، في النقابة وفي الجمعيات، وفي الحزب، وفي الشارع، وفي المدرسة والإعدادية والثانوية والجامعة، من أجل أن تكون 2023 سنة حاسمة في دفع الحكومة المغربية إلى ترسيم السنة الأمازيغية، ليكون يوم 14 يناير 2024 أول عيد نحتفل فيه رسميا في المغرب بفاتح السنة الأمازيغية الجديدة...