الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الأمير مولاي عبد السلام.. لماذا تكبر الوجاهة والفخامة للأسماء المغربية مع الأمراء؟

 
حكيم العسبي
 
 
لا أعرف لماذا تكبر الوجاهة والفخامة للأسماء المغربية مع الأمراء. فقط عندما يختار الملك أسماء لمواليد أفراد من عائلته، يُعَادُ الهَرَم المَقْلُوب اجتماعيا لأسماء بعينها إلى وضعها الطبيعي.. الاسم الأخير للأمير الجديد مولاي عبد السلام ابن مولاي رشيد يعيد السؤال الابتدائي حول ماهية الأسماء وعلاقتها بالوضع الاجتماعي.
 
نذكر الوزير عز الدين العراقي أواسط الثمانينات عندما تَنمَّر على طالب في كلية الطب اسمه بوشعيب... كان هذا الوزير يتساءل كيف يكون هناك طبيب اسمه بوشعيب...
 
هكذا، اجتماعيا، صارت أسماء مَجْلبَة للمَسبَّة والتَّنَمُر... لكن، فقط في حضرة الملك وأفراد عائلته، تستعيد هذه الأسماء تصالحها مع بنية المغرب وتاريخه العميق...
 
ضربات تلقاها المجتمع المغربي في بنيته خلال الأربعة عقود الماضية، جعلت نعوتا هزلية تدخل أسماءنا، التي هي صفحة وجُوهِنا وعنوان جَبِيننا... ومنها التسمية المبنية على النّسبة، من قبيل "أبو فلان"، نسبة للابن البكر، وهي نعوت مشرقية لا علاقة لها بالمجتمع المغربي.
 
النزاع المُوَّجَه من خلال الحمولة الاجتماعية للأسماء تنقيصاً من قيمة حامله أو رفعًا من شأنه، لا تجد علاجها وعودة تصالحها مع ذاتها سوى عندما يتقدم الملك بتسمية المواليد الجدد.
 
حتى حين... اختيار الأسماء من لدن المواطنين تعتريه الكثير من مخلفات الهوامش النفسية، لأن الاسم يَخْلُق لحامله قيدًا اجتماعيا تصنيفيا يُفرض على المولود طوال حياته... وحتى على عائلته.. لحد الآن، العائلات التي يبتدئ اسمها بـ"بن" هم، عموما، في نعيم اجتماعي.
 
لا يمكن الإنكار أن اختيار الملك لأسماء مغربية بحمولة دينية، يُنَحِّي عنها تلك الغُرْبَة التي صارت لهذه الأسماء في البنية الذهنية لدى المجتمع المغربي... فالملك يعيد الألْفَة لتلك الأسماء وتصالحها مع أي حساسية تصنيفية...
 
واجب الجواب للملك... هو التهنئة بالمولود الجديد ولوالده مولاي رشيد... لكن أيضا استبراء مفاهيمنا من كل تنقيص تصنيفي اجتماعي نحو أسمائنا، والافتخار بما تحمله من تمغربيت...
 
بطول العمر والصحة مولاي عبد السلام... فاسمك الذي اختاره لك عمك الملك هو أول الحصى على بحيرة راكدة...