الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
السفيرة المغربية كريمة بنيعيش وفي الإطار الوزيرة الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا

المغرب يزلزل إسبانيا مرة أخرى.. هكذا ردت كريمة بنيعيش الصاع صاعين لأرانشا غونزاليس لايا

 
لم يكن الإعلامي المغربي والاقتصادي محمد نجيب كومينة يتجنى على أحد عندما أكد "غباء" المخابرات الجزائرية، ورهانها على "سذاجة وقلة حيلة" من يحكمون إسبانيا حاليا، في مقاله الذي توقف عند "ورطة الحكومة الإسبانية"، وكيف أن "جنرالات الجزائر تلاعبوا بها ومؤامرتهم انقلبت عليها"...
 
رابط مقال محمد نجيب كومينة
 
وهذا ما وقف عليه، اليوم الخميس 27 ماي 2021، الموقع الإخباري الناطق بالإسبانية "أنفو مارويكوس"، الذي استعرض تصريحات مسؤولين إسبان سابقين انتقدوا بحدة "سذاجة" حكومة بيدرو سانشيز...
 
وفي الوقت الذي ظهرت الديبلوماسية المغربية كبيرة ومحنّكة ومُقنعة، كانت الخارجية الإسبانية تظهر صغيرة، وغير مؤهلة أن تقود ديبلوماسية بلد جار وعريق، كان دائما، رغم العديد من الهزات السابقة، يراعي شراكته المتينة مع جاره الجنوبي، ولذلك، عندما عمدت وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا إلى التغطية على ورطة حكومتها أمام برلمان ووسائل إعلام بلدها، إلى الهروب إلى الأمام، وشرعت في الإدلاء بتصريحات تضليلية، مكشوفة ومهزوزة، لا تستطيع تبرير مقنع على حقيقة أنها استُعملت من طرف جنرالات الجزائر، الذين هم من حبكوا مؤامرة المجرم إبراهيم غالي، الذي وضع الحكومة الإسبانية في مصاف النصابين والمحتالين، الذين لا يرعوون عن إدخال مجرم حرب إلى البلاد بوثائق مزورة وهوية منتحلة...
 
ولذلك لم تعد رئيسة الديبلوماسية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، تستحق الاحترام، والمعاملة بالمثل، ولا أن يكلف نظيرها المغربي ناصر بوريطة نفسه عناء النزول إلى الرد عليها، فتكلفت سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش، بهذه المهمة، سفيرة بألف سفير، إذ ظهرت كـ"امرأة دولة" محنكة، وشخصية قوية، وهذه فرصتها للرد على وزيرة أرادت إهانة المغرب من خلالها، عبر إمهالها 30 دقيقة للحضور إلى مقر خارجية إسبانيا، فكان أن قالت لها كريمة بنيعيش: "آجي عليك كنقلّب"...
 
السفيرة المغربية في مدريد أعربت، اليوم الخميس 27 ماي 2021، عن استنكارها لـ"التصريحات غير الملائمة"، و"الوقائع المغلوطة"، التي قدمتها وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية.
 
وأكدت الديبلوماسية المغربية أن وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية أدلت مؤخرا بتصريحات للصحافة وللبرلمان "واصلت فيها تقديم وقائع مغلوطة، وإصدار تعليقات غير ملائمة"، مضيفة أنه "لا يمكن إلا أن نعبر عن الأسف للطابع البئيس وللانفعال والعصبية التي رافقت هذه التصريحات"...
 
وأبرزت الدبلوماسية المغربية، في تصريح للصحافة، أن الأزمة الحالية "كشفت الدوافع الخفية ومخططات بعض الأوساط الإسبانية، التي ما زالت تلح على الرغبة في الإضرار بالمصالح العليا للمملكة منذ استرجاع الصحراء المغربية سنة 1975"...
 
وقالت كريمة بنيعيش "يحق لنا، بالتالي، التساؤل عما إذا كانت هذه التصريحات الأخيرة خطأ شخصيا للسيدة الوزيرة، أو أنها تعكس النوايا الحقيقية لبعض الأوساط الإسبانية المعادية للوحدة الترابية للمملكة، القضية المقدسة للشعب المغربي ولكل القوى الحية للأمة".
 
وتابعت كريمة بنيعيش بنبرة تأكيد أن "ما تحدث عنه السيد رئيس الحكومة الإسبانية من احترام متبادل وثقة بين البلدين أضحى، للأسف، موضع شك حاليا"، قبل أن تخلص الدبلوماسية المغربية إلى بعث رسالة قوية جديدة للإسبان، وهي تؤكد أن "المغرب أخذ علما بذلك، وسيتصرف بناء عليه"...
 
أحد المراقبين علّق على هذه الخلاصة بالقول إن وزيرة خارجية إسبانيا "بقات كتقلّب عليها حتى جابتها في راسها"، إذ ظهرت كريمة بنيعيش، من جهة، ديبلوماسية وازنة من العيار الثقيل، فيما ظهرت أرانشا غونزاليس لايا نموذجا معبرا عن "سذاجة" حكومة سانشيز، وهذا بإقرار مسؤولين إسبان سابقين، أكدوا أن حكومة مدريد "سمحت لنظيرتها الجزائرية بالتلاعب بها".

وأورد الموقع الإخباري الناطق بالإسبانية "أنفو مارويكوس"، في هذا الصدد، مقالا بعنوان "غالي-غيت: العواقب المنطقية: الجزائر والبوليساريو أكبر الخاسرين"، سجل فيه موقف وزير الخارجية الإسباني الأسبق خوسيه مانويل غارسيا مرغالو، الذي أكد أن إسبانيا مدعوة إلى إعادة النظر في موقفها بشأن قضية الصحراء في سياق جيوسياسي جديد، وأشار المقال إلى أن موقف المسؤول الإسباني السابق يعد "ردا ورسالة ونصيحة بعد الانزلاق الذي وقعت فيه" حكومة بلاده.

كما أورد الموقع، كذلك، موقف الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، الذي اعتبر أن العلاقات مع المغرب "ضرورية" لأمن إسبانيا واستقرارها، فضلا عن انتقاد الصحافي والكاتب الإسباني فرمين بوكوس قرار الحكومة الإسبانية استقبال زعيم عصابات "البوليساريو" المجرم إبراهيم غالي، سرا وبهوية مزيفة، الأمر الذي وصفه بـ"الخطأ السياسي غير المسبوق" في تاريخ إسبانيا...

وهذا صحيح فعلا، وهو ما أكده الإعلامي والاقتصادي محمد نجيب كومينة، في المقال الذي نشره موقع "الغد 24"، حين أبرز كيف وجدت الحكومة الإسبانية نفسها في ورطة، بعدما جاء رد فعل المغرب سريعا وقائما على معطيات دقيقة، ورغم أنها حاولت الصعود إلى الجبل في البداية، والتحدث بلغة إيزابيلا، فإنها فهمت في النهاية أن المؤامرة التي شاركت فيها، والتي لم يكن استقبال بن بطوش بطرق المهربين والعصابات إلا الجزء الظاهر منها، قد انقلبت عليها، وأن الجنرالات الجزائريين تلاعبوا بها وورطوها، وأنها ستكون أكبر الخاسرين من التوتر الذي افتعلته مع المغرب...