اتُّخذ بعجرفة وإلغاء لمعاناة المواطنين.. قرار الإغلاق الكلي خلال شهر رمضان قرار خاطئ
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
عندما يشتري متعلم دواء من صيدلية، فإنه غالبا ما يبدأ بقراءة الورقة المرافقة، وغالبا ما ينصبّ اهتمامه على الحالات المنصوح فيها بالامتناع عن تناوله، وأيضا بالآثار الجانبية التي يمكن أن تترتب عن استهلاكه...، ويكون في هذه الحالة كمن يستشير العلماء الذين توصلوا إلى ذلك الدواء بعد تجارب متعددة، لكن معرفته بالآثار الجانبية أو غيرها لا تقوده إلى الامتناع عن استعمال ذلك الدواء، الذي وصفه له طبيب أو صيدلي لعلاج مرضه، وإنما تجعله يراقب تفاعل جسمه مع الدواء ومدى فاعليته، اللهم إلا إذا كان خوافا بشكل متجاوز لكل الحدود أو متردد بشكل مبالغ فيه...
رأي اللجنة العلمية في ما يتعلق بكورونا وتدبيرها، يشبه ورقة الدواء، الناتجة عن علم أيضا، وهو رأي مهم، ولا أحد يشك في أن غايته تجنب وضعية وبائية غير متحكم فيها، لكنه كان لابد من التعامل معه من طرف الحكومة واتخاذ القرار الصائب الذي لا يؤدي إلى الامتناع عن تناول الدواء خوفا من آثاره الجانبية، إذ في الامتناع خطر أكبر من التناول.
قرار الإغلاق الكلي ابتداء من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا خلال شهر رمضان قرار خاطئ، ويُخشى أن تكون له مضاعفات وتبعات تتجاوز خطورتها الفتح إلى حدود الحادية عشرة ليلا مثلا، سواء منها المادية أو الاجتماعية أو النفسية...
قرار الإغلاق الكلي من شأنه إشعار الناس بالتعب أكثر. ويُستثنى بطبيعة الحال سكان الفيلات الشاسعة، الذين يتوفرون على كل شروط الراحة والتحرك والرياضة والاحتفال والاستقبال...
القرار المتخذ، في رأيي، فيه عجرفة وانقطاع تام عن معاناة أغلبية المواطنين. لا نريد تكرار تجربة العيد الكبير، ولا نرغب في السير في اتجاه عكسي. خير الأمور أوسطها كما يقال...