الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عبد القادر أزريع والمصطفى المريزق ومصطفى بنعلي

أزريع وبنعلي والمريزق يطلقون "نداء مغرب المستقبل" وهذا هو موعد الإعلان عن تحالفهم اليساري الجديد

 
جلال مدني
 
أطلق كل من عبد القادر أزريع، الفاعل الحقوقي والمدني ورئيس حركة المبادرات الديمقراطية، ومصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، والمصطفى المريزق، الرئيس الناطق الرسمي لحركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل، نداء مشتركا أسموه "نداء مغرب المستقبل".

ويشكل هذا النداء، الذي يتوفر موقع "الغد 24" على نسخة منه، أرضية لتحالف يساري مغربي جديد، ينتظر أن تظهر ملامحه يوم 10 دسمبر 2020، بمناسبة الاحتفال بصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث ينتظر أن يعقد ثلاثي ندوة صحفية مشتركة للإعلان عن هذا المشروع الجديد...
 
 وقال المصطفى المريزق، الرئيس الناطق الرسمي لحركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل، لموقع "الغد 24"، إنه بعد مشاورات دامت لوقت طويل، توصلت الإطارات الموقعة إلى اتفاق إطلاق "نداء مغرب المستقبل"، الذي يناقش الآن داخل الأجهزة التنظيمية لمكونات النداء.

وأضاف المريزق أن المرحلة الثانية، التي ستعقب إطلاق النداء، تتمثل في إطلاع الرأي العام الوطني والدولي على فحوى النداء، وما يحمله من دلالات ومعاني، قبل أن تعقبها الخطوة الثالثة، حيث "سينظم الثلاثي ندوة صحفية في 10 دجنبر المقبل بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حول مشروع الائتلاف الوطني، وما يرمز له من خلق نفس جديد للمقاومة والنضال من أجل مشروع مجتمعي لمغرب المستقبل، يكون فيه الحزب الديمقراطي الحديث الكبير هو العمود الفقري لإنجاح التحول الديمقراطي الحقيقي".

وخلص المريزق، في تصريحه لـ"الغد 24"، إلى إبراز أن المحطة الأخيرة، هي ربط الاتصال بالمؤسسات والفاعلين السياسيين والمدنيين والحقوقيين، لفتح نقاش معهم حول المشروع.
 
وافتتح الموقعون نداءهم بالوقوف عند ظرفية وتداعيات جائحة كورونا، التي قالوا إنها أبانت عن أن الدولة الديمقراطية هي الإطار الضامن لسيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات، وتأهيل عمل الوسائط المدنية من أحزاب ونقابات وجمعيات، وتوفير المعلومات الموثوقة، وبناء الإعلام الحر، المتصدي لحملات الدعاية والتضليل، وتعزيز رصيد الثقة الاجتماعية، وتحفيز الناس على الاهتمام بالشأن العام، والمشاركة فيه، والرفع من منسوب الاستعداد العام للحوار، والتضامن، والتضحية، لمواجهة الصعوبات، ومعالجة الانقسامات، وتحقيق التوازن المستدام بين استغلال الموارد وتلبية الاحتياجات.

وعلى الصعيد المغربي، قال "نداء مغرب المستقبل" إن هذه الجائحة لم تعمل على تضخيم المؤشرات التي تنذر باحتدام أزمة اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة، بل عزَّزت الدعوة الملكية لصياغة نموذج تنموي جديد بشروط وتحديات جديدة، على قاعدة تحديد المبادئ المهيكلة للنموذج الحالي تحديدا جيدا ودقيقا، بغية فهم حدوده، واقتراح السبل الكفيلة بتجاوزها.
 
وعلى الصعيد السياسي، يطرح النداء الثلاثي مساءلة التجربة الديمقراطية المغربية، عبر مساءلة الإرادة الجماعية لبناء ديمقراطية حقيقية، تستجيب لتحديات المرحلة التاريخية، التي تعيشها البلاد...
 
وسجل النداء التراجعات، التي مست المجتمع في مختلف تفاصيل حياته اليومية، حيث عادت الممارسات السلطوية للتضييق على الحريات العامة، وطغى الاحتكار على قطاعات حيوية من الاقتصاد، وتم تسريع إفساد قيم المجتمع والمؤسسات، هذا كله في وقت تم فيه تشديد الخناق على عمل الوسائط الجادة، من أحزاب ونقابات وجمعيات، حتى نال منها واقع التشرذم والانقسام، وتخلت عن أدوراها ووظائفها ومواقعها، وتقلص منسوب عملها، واضمحل خطابها، واضمحلت معه صورتها لدى الرأي العام، الذي أصبحت تتقاذفه تيارات الشعبوية، والتبخيس، والغلو، والاستسلام. 

وأوضح النداء أن احتجاجات الريف، وجرادة، والأساتذة المتعاقدين، والممرضين، وغيرها، كشفت حاجة البلاد إلى أحزاب قوية، وفندت المزاعم، التي كانت ترفع فزاعة الأحزاب القوية، حيث تبين بالملموس أن الخوف من الأحزاب لا يكمن في قوتها، بل في عجزها وضعفها.

وبعدما تحدث عن مسؤولية الدولة ومسؤولية الأحزاب في ضبابية الوضع السياسي الوطني وانحساره، وتفاقم أزمته، أبرز النداء الثلاثي محاور معركة النضال الديمقراطي من أجل فك الارتباط القائم بين السياسة والدين والمال والأعمال، ليشدد على أن هذه المبادرة لتوحيد الفعل، بهذا الشكل الجديد، في صورة ائتلاف سياسي، حقوقي ومدني، يهدف إلى إطلاق دينامية مجتمعية، تستلهم خطها الفكري من القيم الإنسانية الكبرى، بقيادة الحزب الديمقراطي الحداثي المنفتح، القادر، في ظل تحولات القرن الواحد والعشرين، على القيام بالمهام الجديدة، لخدمة الشعب والوطن، وتعزيز مداخل التحول الديمقراطي الآمن بالبلاد.

وصنّف الموقعون على "نداء مغرب المستقبل" تحالفهم بأنه يندرج ضمن قوى يسار حداثي، من مهامها المستعجلة توحيد الفعل، واستعادة المبادرة، من أجل ترسيخ المكتسبات التاريخية، وتعبئة المواطنين للكفاح الديمقراطي، وفتح آفاق جديدة لإرساء حياة ديمقراطية حقيقية، وتعاقد مبدئي مع الجماهير الشعبية.
 
وفي هذا الصدد أعلن الثلاثي، من جهة، استعدادهم الكامل للقيام بنقد ذاتي، من أجل التأسيس لبناء المستقبل، ومن جهة ثانية، وضع تحالفهم في خدمة وحدة اليسار، وجعله منسجما مع قناعاته المرجعية والإيديولوجية، ومن جهة ثالثة، جعل مبادرتهم مفتوحة في وجه جميع الديمقراطيين، منفتحة على جميع الاجتهادات، التي يمكن أن تغني فهم اليسار، ودوره، وأشكال نضاله، من أجل تجديد الثقة في النخب السياسية، وفي العملية الديمقراطية برمتها، التي تلتقي حولها الأحزاب السياسية، والمنظمات النقابية، والحقوقية، والثقافية، والتربوية، وكل القوى الحية في المجتمع، وبشكل أكبر، في وجه اليسار الكامن في ثنايا وتعبيرات المجتمع المغربي، الموجود خارج التنظيمات الحزبية، والنقابية، والجمعوية...