الكاتبة المبدعة ربيعة ريحان أرملة الفقيد عبد القادر أزريع
أمال حجي: الذكرى السنوية لرحيل عبد القادر أزريع: مات مناضل ثلاثي الأبعاد.. فمن يكمل الحكاية؟
الكاتب :
"الغد 24"
أمال حجي
هكذا، إذن.. جاؤوا من كل حدب، صوب الدار العامرة بغياب أهلها الذين غابوا ورحلوا واسترحلوا:
محبون من الدرجة الأولى، مقربون حتى الالتصاق مع الروح والمهج. قياديون سابقون في اتحاد طلبة المغرب والمغاربة. الاتحاد العظيم، الأثيل، الشامخ، العتيد، لا يعلى عليه.
مناضلون من طينة الحجر، والصخر، والرخام، والمدى العريض، واللازورد..
نقابيون من حديد، من فولاذ، ترسانة من خرسان مطالب العمال والشعب، وآخرون من فريق الفقراء..
سياسيون، من عالم آخر، عالم الأرواح، والأخلاق الرفيعة، الآتية من المدن الفاضلة. آخرون من أرفع المناصب القيادية الأمنية لهذا البلد الآمن، المؤتمن عليه من رب عطوف، عرفانا، واعترافا، بمقدرات وقدرات رجل وهب روحه فداء للوطن، رجل من طيف نادر، لا يعرف الهزيمة، ولا السكينة، ولا الاستسلام..
هم، إذن، باقة ورد حطت بهدوء صاخب عند رحاب "لالة ربيعة"، تحولت، فجأة، إلى خيال قلم من رصاص، من سنوات الرصاص، حزنا عيقا، وشجنا مثخنا بالجراح، وقطعة من موسيقى الوداع، على "ذاك الذي..."، وعلى "الآخر الذي..." جُرحه في الصدر لا يندمل.
الفقيد أيمن أزريع وفي الإطار والدته المفجوعة ربيعة ريحان
أتينا، نجر أبداننا، نرفع أجسدانا في أعالي السماء، وفي أقصى نقطة في الكون، والوجود، نطلب السماحة إن كنا قصرنا في حق الأخيار، في حق شبيهي الملائكة في التربية، والأخلاق، والفضيلة، والوفاء، وجمال الروح، وصفاء النوايا، والمقاصد.. نهتدي بصراطهم، ونسير على خطاهم..
نطلب السماحة من "سيدة" هدّها القدر، هدّها أنين الأضلع، والعصب، وعظام تصرخ من شدة الألم، لا تعترف بالغياب، ولا بالرحيل، ولا بالوداع، تنتظر عودتهم كل يوم، في الصباح، وفي المساء، وفي أي وقت وحين. من شرفة أحلامها، وأمومتها السيالة بضربة القدر، وخبطة الوقت اللعين.. تعض على نواجد اللحن الشجي، علَّ القصائد تعيد لها من ضاعوا منها لحظة ما، في وقت ما، بقسوة بالغة فوق الأسنة والرماح.