رفض زيادة 5%.. النقابي حبشي يسائل العثماني والإعلامي كومينة يعلن: دخلنا مرحلة حكم الباطرونا
الكاتب :
جلال مدني
جلال مدني
بعد مرور أزيد من أسبوع على بداية شهر غشت الجاري، وتسلم أغلبية العمال والمستخدمين في المعامل والشركات الخاصة، الخدماتية والإنتاجية، باستثناء نسبة لا يُعرف حجمها الآن ممن مازالوا لم يؤدوا أجور شهر يوليوز، تبيّن أن معظم الشركات رفضت تطبيق الشطر الثاني من الزيادة في الحد الأدنى للأجر في كل القطاعات، المقررة ابتداء من فاتح يوليوز 2020.
ورغم احتجاجات المركزيات النقابية، وإصدار البيانات والبلاغات، بات واضحا، اليوم، أن أرباب العمل قرروا التمرد على الحكومة، التي لا تسطيع أن تأتي فعلا يغضبهم، وبالتبعية قرروا عدم الاستجابة لزيادة نسبة 5% لفائدة الأجراء، رغم صدور المرسوم المتعلق بذلك في الجريدة الرسمية...
وفي هذا الصدد، كتب الفاعل النقابي والخبير الاقتصادي العربي حبشي، تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مسائلا رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، "هل أصبحت دوريةٌ لجمعية مهنية أكثر قوة قانونا من مرسوم للحكومة؟"!
وكشف العربي حبشي أن "مناسبة هذا السؤال هو إصدار دورية من طرف رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى أرباب العمل (في وضعية صعبة) يدعوهم فيها إلى عدم تنفيذ الشطر الثاني من زيادة 5% في الحد الأدنى للأجر في القطاعات الصناعية والخدماتية والفلاحية خلال شهر يوليوز 2020، في خرق واضح لمضامين اتفاق 25 أبريل 2019".
وخلص العربي حبشي إلى القول: "لقد انتصرت الدورية على المرسوم، ورضخت الحكومة بأحزابها الخمسة لمطلب الباطرونا، التي تريد الزبدة و"فلوس" الزبدة، في هذه الظرفية الصعبة والاستثنائية".
أما الكاتب والإعلامي والاقتصادي محمد نجيب كومينة، فكان تعليقه على هذا الوضع مباشرا وقويا، معتبرا أن المغرب دخل "مرحلة حكم الباطرونا"، مشيرا إلى أن "التداخل بين المال والسلطة نتيجته الطبيعية ضعف الدول، وضعف القانون، وضعف المجتمع المدني، بمفهومه الواسع المتضمّن للأحزاب والنقابات، وخطر الطغيان، كمرحلة أعلى للاستبداد، والفوضى التي لا تبقي ولا تذر".
وأبرز نجيب كومينة أن "تصرفات الفريق الذي يسوق الباطرونا حاليا تنمّ عن عجرفة غير مسبوقة"، وتساءل: "هل هذا ناتج عن طبيعة الأشخاص وإحساسهم بأن البلد لهم لا لغيرهم، أم عن كونهم يحسون بدعم من غلّبَ كفّتّهم أو اخْتارَهم، وطز على المغاربة كاملين والناس أجمعين؟"!
وزاد الإعلامي المغربي، الذي يعتبر من رواد الصحافة المغربية منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، موضحا بالقول: "تتبعي لخرجات بعضهم جعلني أشعر أننا أمام جيل من قيادات الباطرونا غير عابئ إلا بما يهم الباطرونا ولهلا يقلب، والخطير أن هذا الجيل له تأثير قوي على وسائل إعلام بعينها تزيّن التوحش وتعتبره الحل لمشاكلنا"...
يشار إلى أن هذه الزيادة، التي تتمرد فيها الباطرونا على مرسوم يحظى بقوة القانون، هي زيادة طفيفة جدا، إذ إن تطبيق هذه الزيادة بنسبة 5% في SMIG لا يساوي سوى 67 سنتيما في الساعة، أو 128.44 درهما شهريا، إذا تم العمل طيلة 191 ساعة عمل شهريا، أما بالنسبة للقطاع الفلاحي SMAG، فزيادة نسبة 5% في الحد الأدنى للأجر لا تمثل إلا 3.83 دراهم لكل أجير ليوم عمل من 12 ساعة!