الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

دكتاتورٌ جاء من الفراغ حاملا الفراغ.. "مجنون قرطاج" حوّل تونس إلى "ولاية جزائرية"

 
محمد نجيب كومينة
 
 
تَصرفُ مجنونِ قرطاج الجنوني باستقباله للخادم الآخَر لجنرالات الجزائر استقبالا رسميا هو امتدادٌ لسلوكه الجنوني داخليا، إذ يتّجه الرجل ليس فقط إلى ضرب مكاسب الثورة التونسية والتأسيس لدكتاتورية رديئة، بل وإلى هدم سيادة تونس وبيع تاريخها وتحويلها إلى مجال تعْبث به المخابرات الجزائرية، التي نزلت بكل ثقلها في هذا البلد وجيّشت العملاء به درءا لخطر العدوى، التي كان ممكنا أن تكون نتائجها أخطر لولا عياء الشعب الجزائري بعد عشرية سوداء ارتكب خلالها نظام الجنرالات جرائم لا تغتفر في حق الشعب الجزائري...
 
تصرفُ مجنون قرطاج كشف عما لم يكن مستورا، إذ إنه مستعد لتقديم أي خدمة لجنرالات الجزائر مقابل تركهم له في موقعه يمارس جنونه في حق الشعب التونسي، مادام يعرف أن انتخابه هو نفسه جاء امتدادا للعبة المخابرات الجزائرية في تونس، التي هدفت القضاء على دينامية الحياة السياسية، وتولية دكتاتور خاضع وذي بُعد واحد.
 
هذا التصرف المقصود، بل المفروض على دكتاتور جاء من الفراغ حاملا الفراغ، لا يمكن التعامل معه بلين، إذ يجب على الدولة المغربية استعمال كل الوسائل الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية والإعلامية المتاحة، وهي ليست قليلة، الكفيلة بتأديب رجل أساء الحساب، لأنه يفتقد لأساسياته، وأضرّ بالعلاقات المغربية التونسية التي قامت منذ الاستقلال على أساس الأخوّة والتضامن والتعاون والتواصل. سحب السفير المغربي بتونس ليس إلا خطوة واحدة يجب أن تتلوها خطوات أخرى محسوبة، ويجب أن يرافقها مجهود إعلامي اتجاه التونسيين كي يعرفوا ما حدث وكيف حدث وما الذي جعل حدوثه ممكنا في هذا الوقت بالذات، وكيف أن الرئيس المفروض أن يحرص على كرامة تونس وسيادتها قد حوّلها إلى "ولاية جزائرية" فعلا، يتصرف في ديبلوماسيتها وسياساتها وقراراتها جنرالات الجزائر والأجهزة المخابراتية التابعة لهم، بشكل مهين.
 
علاقات المغرب مع اليابان لا تحتاج إلى هكذا تمثيليات كي تكون جيدة، والتعاون الثنائي بين المغرب واليابان له طرقه وقنواته، واليابان لا تعترف برئيس والو، الذي شاء مجنون قرطاج إضفاء صفة رئيس عليه بأمر ممن يتلقى منهم اوامره بشكل مكشوف ومُذلّ ولا يليق ببلد له إرثه التاريخي المعروف منذ القرطاجنيين.