جنون نظام الجنرالات.. مشروع الحكم الذاتي يلقى الدعم المتزايد ومشروع الانفصال يترنّح للانهيار
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
جن جنون نظام الجنرالات، الذي ينيخ بكلكله على الشعب الجزائري الشقيق ويفرض عليه العزلة والندرة والتخلف، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه المغرب أثناء انعقاد التحالف الدولي ضد إرهابيي داعش، سواء على مستوى تنظيم مؤتمر دولي بهذا الحجم أو على مستوى اللقاءات الديبلوماسية الثنائية، التي تم التأكيد، من خلالها هي أيضا، على دعم عدد متزايد من دول العالم للوحدة الترابية للمغرب ولمشروع الحكم الذاتي، الذي طرحه المغرب منذ 2007، باعتباره الأساس لأي حل سياسي للنزاع المفتعل في المنطقة، أكثر من ذلك، فإن المؤتمر تبنّى موقفا غير مسبوق يربط بين الإرهاب والنزعات الانفصالية، وهذا واقع في كثير من المناطق...
انضمام هولندا إلى ألمانيا وإسبانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، إلى جانب الولايات المتحدة ودول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والدول العربية، لداعمي الحل السياسي على أساس مشروع الحكم الذاتي، المندرج في أفق الجهوية الموسعة المدسترة، يعتبر إعلانا عن وصول المشروع الانفصالي الذي رعاه النظام الجزائري، في إطار مسعاه الدائم إلى جر جيرانه إلى الأسفل وإلهائهم عن التنمية التي تنهض بمعيشة شعوبهم، إلى مرحلة الانهيار التام. نعم الانهيار التام الذي بات وشيكا ولن تحول دون وقوعه أموال الغاز والبترول التي تهدر ولا يؤدي التصرف فيها بجنون إلا إلى مفاقمة مشاكل الجزائر الحالية، وإلى جعل الآفاق بالنسبة للشعب الجزائري غامضة، خصوصا وأن الجزائر تتجه للخروج قريبا من دائرة الدول المنتجة للبترول وعائدات الغاز، الأرخص من البترول بكثير، في حدود إمكانيات الإنتاج الحالية والاحتياطي المؤكد لن تغطي عجز حسابها الجاري أو ميزانيتها، اللذين يعتمدان حصريا على عائدات تصدير الخامات بنسب مائوية عالية، نظرا لحالة الإفلاس، التي يعيشها الاقتصاد الجزائري، والتي يتجه نظام شنقريحة، بخطى سريعة، إلى جعله شاملا كاملا.
جنون النظام الجزائري، الذي انتقل من مهاجمة بوريطة وهلال ولقجع وغيرهم من المسؤولين المغاربة إلى الانشغال اليومي وتعبئة كل الطاقات لمهاجمة منار السليمي ومدونين آخرين، ناتج عن حالة يأس بينة، لابد أن كل الدول المسؤولة والنخب الواعية أدركتها، ليس الآن فقط، بل منذ اتخاذ نظام شنقريحة قراراته الحاقدة والعشوائية بقطع العلاقات مع المغرب وإغلاق الأجواء الجزائرية في وجه الطائرات المغربية ووقف العمل بأنبوب الغاز التي انقلبت على هذا النظام كما ينقلب السحر على الساحر، بحيث إن العقلاء بالجزائر يحسبون الخسارات الكبيرة المترتبة عن تلك القرارات التي اتخذت وكأن الجزائر في حجم الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وكأن الدينار هو الدولار أو الأورو، وكأن التجارة الخارجية المغربية، بما في ذلك ما يتعلق بالطاقة، والسياحة في المغرب والاستثمارات الخارجية في المغرب والتكنولوجيا التي يحتاجها المغرب مرتهنة بالجزائر، والحال أن الجزائر لا تُذكر اليوم إلا مقترنة بالغاز أو بالندرة والطوابير والفشل وتصفية الحسابات بين أطراف النظام ومطاردة المعارضين، وأيضا التصرفات الجنونية ضد المغرب وباقي الجوار، والتصرفات ضد باقي الجوار ستكون مصدر أزمات جديدة للجزائر، ككلفة مالية وسياسية وديبلوماسية، في القريب، والمؤشرات واضحة لكل من يتتبع الأحداث...