الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

حوارات محمد بن سلمان.. ثورة حقيقية سيكون لها أثرها عربيا وإسلاميا لا محالة

 
محمد نجيب كومينة
 
 
ما يحدث في السعودية ثورة حقيقية، ثورة ثقافية سيكون لها أثرها عربيا وإسلاميا لا محالة. السعودية، التي صدّرت من قبل الوهابية، ستصدر غدا حداثة. حوارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ مدة، والتي قدم من خلالها رؤيته للإصلاح، بما فيه الإصلاح الديني، تميز بجرأة كبيرة. التخلي عن الأحاديث المنسوبة للنبي التي رواها الأحاد مثلا حدث كبير، اذ يترتب عليه التخلي عن الجزء الأكبر من البخاري ومسلم وعن روايات أبي هريرة التي تناهز 50 في المائة من الحديث، بحيث ألحّ على أن المرجع هو القرآن.
 
 
يجب أن نتابع هذه الثورة ونتحرر من القوالب الجاهزة والأحكام المسبقة، التي تنطوي على عنصرية أحيانا. إذا لم تنجح هذه الثورة، فلن ينجح شيء بعدها.
 
ليست لي أي علاقة بالسعودية أو أي جهة في الخليج، ولست طامعا أو متملقا لأي حاكم، لكنني ألاحظ، منذ سنوات، بله عقود، أن هناك نخبة سعودية وخليجية اشتغلت من أجل التحديث والحداثة، وتكفي الإشارة إلى القنوات التلفزية وبعض الصحف في هذا السياق، أو النهضة الاقتصادية في الإمارات، وكان لاشتغالها أثر عميق شمل القيم والأفكار، ويبدو أن التراكمات تنتج اليوم هذه الثورة من فوق في مجتمعات نعرف جيدا كيف كانت، وكيف صوّرَ تخلفها وتحجرها عبد الرحمن منيف في مدن الملح بعبقرية.
 
في الخليج، كانت الكويت سباقة واستثناء وعرفت هي أيضا انتكاسا بعد الثورة الإيرانية ثم الغزو العراقي، لكن بلدان الخليج الأخرى تلتحق بها اليوم.
 
 
من كان يتصور أن الفلسفة ستدخل البلد، الذي كانت الفتاوي المتشددة تحرّمها وفتاوي أتباعه تجرمها مثلما حرمها وجرمها من سيطروا على فكر المسلمين قرونا من قبل وكفروا الفلاسفة وحتى المتكلمين...