حركية النقل التجاري تضاعفت عقب تحرير وتأمين الكركارات
بين نوفمبر 2020 ونوفمبر 2021.. كفة المغرب تعاظمت وجنرالات الجزائر فقدوا البوصلة
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
منذ سنة قام المغرب بعملية أمنية ذكية حررت معبر الگرگرات، الذي تعبره الشاحنات المحملة بالسلع من المغرب إلى موريتانيا وبلدان غرب أفريقيا، من عبث عصابة من الهمج، وقامت الهندسة العسكرية المغربية ببناء جدار مكمل أغلق بشكل نهائي الممر الذي كان متاحا للهمج الدخول منه إلى المعبر.
العملية فاجأت من يحرّكون الكراكيز، كما فاجأهم الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، واعتبار الولايات المتحدة مشروع الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الواقعي للنزاع الإقليمي بشكل متزامن تقريبا.
منذ ذلك الحين، حدث متغير استراتيجي جعل حسابات النظام الجزائري الجيوسياسية كلها تسقط دفعة واحدة، بحيث بات المحيط الأطلسي أبعد من أن ينظروا إليه من بعيد، مجرد النظر، إلا بإذن الدولة المغربية، وفي إطار وضع مغاربي غير قائم بسبب عنجهية مرضية للجنرالات الغارقين في الأوهام والفساد.
ومنذ حدوث ذلك المتغير الاستراتيجي، الذي حظي بدعم دولي فاجأ بدوره الجنرالات الحاكمين في الجزائر وأذنابهم، واستمر متعاظما إلى حدود القرار 2602 الصادر عن مجلس الأمن في نهاية الشهر الماضي، فقد النظام الجزائري البوصلة نهائيا، وصار يخبط خبط عشواء، ويتصرف تصرف المجانين.
ذلك أنه دفع بدميته إبراهيم غالي ليعلن عن تنصله من اتفاق إطلاق النار الذي وقّعته البوليساريو مع الأمم المتحدة، وليدفع بعدد من الصحراويين إلى الموت المحقق في ظل معطيات عسكرية ميدانية تغيرت جذريا مقارنة مع ما كان عليه الأمر قبل ثلاثة عقود، وأيضا في ظل معطيات سياسية وديبلوماسية جديدة، تجعل كفة المغرب غالبة بشكل واضح تمام الوضوح، إذ فقد النظام الجزائري ومرتزقته القدرة على التحرك ضد المغرب ووحدته الترابية كما كان عليه الأمر في وقت سابق حتى داخل الاتحاد الأفريقي.
فقدان النظام الجزائري للبوصلة بشكل نهائي وشعوره الحاد بأن الأمور في الصحراء المغربية وأيضا على المستوى الإقليمي تسير بسرعةٍ متجاوزةً قدرته على المسايرة، بعدما لم يستطع تجاوز لا تبعات العشرية السوداء بالرغم من إهدار الملايير من الدولارات، ودخوله في مرحلة جمود وفراغ طويلة، ولا هزّة الحراك الشعبي، مما جعلاه يقدم على خطوات حمقاء خرقاء تجاه المغرب جعلته يظهر أمام العالم بمظهر النظام الهش المهزوز دون أن تلحق ضررا بالمغرب، بل إنها وفّرت للمغرب أوراقا أكد من خلالها للعالم المتحضر أن من يحكمون الجزائر خارج التغطية، ولا يمكن لأحد أن يثق بهم، وأن الجزائر اليوم هي أصل مشاكل الإقليم الذي نوجد فيه، لأنها تجر إلى الوراء ويخلق نظامها داخليا وإقليميا مشاكل من شأنها أن تخلق تعقيدات إضافية.
النظام الجزائري الفاقد للقدرة على التفكير السوي، خصوصا بعد أن تأتّت السيطرة داخله لجنرال مصاب بالخرف الجنوني، أحرق أوراقه بسرعة خيالية، معتقدا أنه بذلك يمكن أن يؤثر أو يزعج أو يجعل العالم يعطي للنزاع الإقليمي بمنطقتنا حجما أكبر، لكنه فشل فشلا ذريعا، ومجيئه بالعمامرة لم يساعده على تجاوز الفشل، بل أغرقه فيه، لأن الرجل يخلط بين الديبلوماسية والحقد والخبث والنزوع إلى الانتقام ممن تولوا الخارجية قبل عودته، ولذلك وجد في إشهار الحرب آخر الأوراق، التي يمكن أن يستر بها عورته، لكن إشهار هذه الورقة، كما يفهم ذلك كل عاقل في الجزائر وفي غيرها، ليس هو استعمالها. إذ إن استعمالها يتطلب جملة من الشروط التي تؤكد كل المعطيات أن الجزائر لا تتوفر عليها، لكن جنون الجنرال ومن يسايرونه ويأتمرون بأوامره خوفا، بعدما أظهر ميوله الانتقامية ضد الجنرالات أنفسهم والمعارضين السياسيين والقبائليين والناس أجمعين، أمور تدعو إلى الحذر. فالمجانين لا يتصرفون تصرف العقلاء، وقد لا يقدّرون خطورة مغامرة الرمي بأنفسهم أو بمن هم تحت إمرتهم في النار الملتهبة...