الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

تبّون يلعب لعبة خطرة.. تزوير التاريخ وزرع الحقد والكراهية بين الشعبين المغربي والجزائري

 
مسعود بوعيش
 
 
يتعين على المؤرخين المغاربة الباحثين في التاريخ الحديث والمعاصر أن يتحملوا مسؤوليتهم تُجاه الأكاذيب والافتراءات، التي ينشرها الرايس الجزائري السيد عبد المجيد بن تبّون والتي يسيء فيها إلى المغاربة ودولتهم ومؤسساتها...
 
الأكاذيب، التي يروّج لها السيد عبد المجيد بن تبون حول حرب الرمال أو حرب الحدود بين الجزائر والمغرب في بداية الستينيات، إساءة للتاريخ وتحريف للوقائع والأحداث، وشكل من أشكال الإيذاء والتضليل للشباب الجزائري والشباب المغربي، وبالتالي إيذاء وتضليل للشباب المغاربي، ومحاولة زرع الحقد والكراهية والعدوانية...
 
قادة العالم آنذاك، الراحلون منهم والباقون، وقادة الدول العربية والإفريقية، يعرفون أن القوات العسكرية الجزائرية كانت البادئة في العدوان والتوغل في التراب المغربي بعمق 7 كيلمترات في منطقة فجيج عند موقع اِيش، وعليه فإن المغرب كان في موقع الدفاع وصد العدوان...
 
النخب الحزبية والنقابية والسياسية المعاصرة للحرب تعرف أن قيادة الجزائر المستقلة في عهد الراحل أحمد بن بلة تنصّلت من التزاماتها وتعهداتها تُجاه المغرب، التي وافقت عليها الحكومة المؤقتة الجزائرية قبل حصول الجزائر على استقلالها.. المعاصرون للأحداث والوقائع التاريخية يعرفون دور الراحل جمال عبد الناصر في إذكاء هذه الحرب، وتورط أفراد من القوات المصرية آنذاك في هذا العدوان...
 
يتعين على المؤرخين المغاربيين الباحثين في هذه الحقبة تنوير الشباب المغاربي بالحقائق التاريخية والجغرافية الكفيلة بسقي الذاكرة المشتركة للشعوب المغاربية بقيم التضامن والأخوة، التي تختزنها، وتحصينها من الاستعمالات الانتهازية المقيتة...
 
يلاحظ المهتمون بالشأن السياسي الجزائري أن السيد عبد المجيد بن تبون، منذ توليه رئاسة الدولة، جعل من ملف حرب الحدود، التي جرت في أكتوبر 1963، أولوية الأولويات في السياسة الخارجية والإعلام الداخلي والخارجي، ومطية بل خطة ممنهجة لتغليط الرأي العام ومحو الذاكرة المشتركة لكفاح الشعوب المغاربية ضد الاستعمارات الأجنبية وتأليب الشباب الجزائري خاصة ضد الجيران.. كما يحاول بذلك إخفاء الموقف المعادي للوحدة الترابية للمغرب الذي نهجته الطغمة العسكرية الجزائرية منذ 1975 إلى يومنا هذا، وبالتالي يحاول يائسا أن يوهم الشباب أن الحكم الجزائري يقود "ثورة تحررية" في إفريقيا والعالم العربي، وأن المغرب يحاول، حسب ادعاءاته، أن يخمد أو يُطفئ هذه "الثورة" بمساعدة إسرائيل..
 
يتعين على المؤرخين والمفكرين تصحيح هذه المغالطات المستمرة والمتواصلة...