الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الكاتب والباحث سعيد الناجي معلّقا: هذه الصورة تدفعني إلى البكاء.. هي صرخة تراجيدية

تعليقات نشطاء مغاربة.. صرخة فاطمة الزهراء كردادي ضد الحگرة والظلم

 
دخلت العداءة فاطمة الزهراء كردادي التاريخ المغربي من أوسع أبوابه، ليس فقط لأنها أهدت للمغرب، يوم السبت الماضي (26 غشت 2023)، ميدالية ثمينة في سباق الماراثون الخاص بالسيدات ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في بودابست، بل، وأيضا، قدّمت هذه العبدية، القادمة من "أدغال" مغرب مدحي إلى هوامش المركز، للعالم أجمع، ولكل من يهمه الأمر في المغرب، نموذجا مضيئا للفتاة المغربية، التي لا ترفع الراية البيضاء، أمام كل مظاهر الإحباط، التي يخلقها ويسيّدها مسؤولون فاسدون، يلهثون وراء مصالحهم الفاحشة ولا يهمّهم في شيء وضع ومصير رياضة ألعاب القوى، التي كان لها شأن وأي شأن في سالف الأزمان!!!
 
المرادي ومغودي وناجي: مسلخ الفساد والزبونية
 
دخلت فاطمة الزهراء الكردادي التاريخ مما أعطت، لهذا الوطن، من جسدها وأعصابها وروحها وشموخها، لترفع تلك الراية الحمراء الموسومة بالنجمة الخضراء في سماء بودابست ليتردّد رمزه مع اسمها في باقي أرجاء العالم... فاطمة الزهراء عنوان آخر لمغاربة آخرين، يتحدّون كل الإحباطات والفشالات ولجميع أشكال العراقيل والعقبات، في مواجهة التحديات ورفع الرهانات وتحقيق الانتظارات، وفق ما ذهب إليه العديد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي في تدوينات سندرج بعضها أدناه... فاطمة الزهراء صرخة مغربية ضد الظلم والحگرة والزبونية والمحسوبية وكل مظاهر الفساد، الذي يكتم أنفاس جامعة ألعاب القوى، ليأتي تتويجها بالميدالية البرونزية، في شروط معاكسة وأمام أبرز بطلات العالم المحنّكات والمتوجات، نصرا محقّقا للبطلة فاطمة الزهراء، ونصرا رمزيا لكل المغاربة الذين يتطلّعون إلى مغرب آخر، مغرب جديد متقدم وديمقراطي وعادل أمام كل بناته وأبنائه على حد سواء، قال عنه الكاتب والناشر أحمد حميد المرادي، معلّقا على حال فاطمة الزهراء "وكم من طاقات وكفاءات تُعدم على مسلخ الفساد والزبونية في كل القطاعات"، في حين صرخ الناقد الرياضي محمد مغودي بالقول: "تصوروا أن من يحارب أحلام الأبطال هي الجامعة نفسها!!"... وشارك الكاتب والباحث الجامعي سعيد ناجي الصورة أعلاه للبطلة وقال بحرقة: "هذه الصورة تدفعني إلى البكاء... هي صرخة تراجيدية، صرخة انتصار على الجسد، صرخة سُعار الانتصار على ذلك الشك الداخلي، الذي يحذّرك من الهزيمة، ويرن في أذنك: (لن تقو) و(لن تربح) و(تراجع أحسن لك)... صرخة مولود جديد... كأنها تصرخ في وجه أعداء أرادوا لها عدم الوصول... هذه صرخة فتاة من تراب مغربي منسي"...

بوعيش: الانتصاف.. بعد غضب رياضي رائع
 
كتب الناشط الحقوقي مسعود بوعيش:
رغم العراقيل ورغم محاولات التهميش والإقصاء والتمييز السابقة، فإن إرادة المغربية فاطمة الزهراء الكردادي كانت أقوى وأشرس هنا وهناك.
انتصار العداءة المغربية كان تتويجًا لثمرة مجهودات دؤوبة وثقتها القوية في قدراتها وحصيلة تداريبها وتمارينها الرياضية المكثفة تحت إشراف مدربها.
المشاركة في ألعاب القوى والانتصار والصعود كان تحقيقا للذات وبرهانا لمن يعنيهم الأمر وصرخة عالمية بغضبها الرياضي الرائع: (نعم، أنا قادرة على التنافس، أنا العداءة المغربية البسيطة قادرة على رفع التحدي، قادرة على تخطي جواجزكم أيها "الزاحفون وقوفا"، أنا المغربية الحرة قادرة على الصعود براية بلدي إلى سبع سموات طباق رغم أنفكم أيها "المتربحون"!)...
هذا الانتصار له طعم خاص، بالإضافة إلى كونه اعترافا بالقدرات، رغم محاولات العرقلة، التي كانت العداءة ضحية لها سابقا...
 
صبير: "الأحيزونية".. ممارسات غارقة في "الحگرة"
 
وكتب الناشط المدني لحسن صبير:
هل يجوز لنا أن ننحث اصطلاح "الأحيزونية" "L'Ahizounisme" (نسبة لجامعة عبد السلام أحيزون)، في توصيف ممارسات غارقة في "الحگرة" داخل الكثير من المقاولات الخاصة والمؤسسات العمومية، بل والدولتية، بما فيها ممارسات عمال أقاليم... وإن ما يجري في أندية أو جامعات رياضية، ليس إلا بضع شجرات تخفي غابات موحشة من الهمجية والمسلكيات البدائية... هي في المجمل ما يحمل الكثير من كفاءاتنا الوطنية على ركوب الغربة طلبا لـ"الكرامة" والاعتراف بالكفاءة والجدارة أكثر منه طلبا للمال...
علينا أن نعترف بأن حربنا على "الحگرة" و"الفساد" ما زالت شكلية ومناسباتية ولاجدية ولاشمولية...
وعلينا أن نعترف، أيضا، بالمقابل، أن مرد ذلك، في قسم كبير منه، إلى تعايش المجتمع مع الظاهرة، وضعف مقاومته لها بتعزيز انتظامه الذاتي والمستقل بعيدا عن جمعيات وجماعات "الهوتة" وخطوط التمويل "الداخلي" و"الخارجي" لتطوير قدراته في الفضح المسؤول، وفي الملاحقة القانونية أمام القضاء لكل من توافرت القرائن والحجج على انتمائه لهذه "التونية الداخلية"، والتي تنسج شبكات منافعية قوية لا يخطر تعقيدها على الشيطان بلحمه ودمه!!!
 
مضايقات وحملة ممنهجة لـ"اغتيال" فاطمة الزهراء
 
فاطمة الزهراء كردادي، التي ازدادت يوم 20 مارس 1992، تتحدّر من مدينة آسفي، التي شهدت أول دخول لها لرياضة ألعاب القوى، حيث ظلت تراكم التجارب والخبرات، لتنتمي، اليوم، إلى الحرس الملكي، وتتدرّب تحت إشراف زوجها العداء المغربي مصطفى الهودادي، بمرتفعات إيفران...
عاشت فاطمة العديد من المضايقات المفتعلة من قبل الإدارة التقنية للمنتخب الوطني للعدو الريفي، حيث جرى حرمانها من المشاركة رفقة المنتخب، وترويج التضليلات حول استعمالها للمنشطات وتسخير أقلام في حملة منظمة تستهدف "قتلها" رياضيا، عن طريق اتهامات مزعومة هي بمثابة إصدار "حكم" يقضي بـ"اغتيال" هذه الرياضية المغربية، التي تجري ألعاب القوى في دمها وعروقها... لم تنحن فاطمة الزهراء لهذه "العاصفة الهوجاء"، بل قاومتها، واحتجت على الإدارة التقنية، واعتبرت الأمر شخصيا، لا علاقة له بكشف المنشطات، ومن أساليب هذه الاحتجاجات، ما يتناقله، حاليا، نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من "تصريحات" قوية أسموها "رسالة" كانت قد نشرت السنة الماضية (2022)، وهي عبارة عن "تفريغ" مكتوب لتصريح شفوي، نعيد نشره، هنا، لكل غاية مفيدة، مع بعض التصحيحات الإملائية الطفيفة:
 
 
الكردادي: عييت من الحگرة والظلم ولّيتْ نخاف منكم
 
حشومه عليكم من جهة الله! شوّهتووو بالاسم ديالي "المنشطات تُسقط عداءة من المنتخب"!!! واش هاذ الشي اللي كتمناو ليا. آش هاذ العنوان، واش ما كتخافوش الله. حشومة عليكم "تسقط في المنشطات"! واش أنا في المنتخب الوطني؟! أنا جيت لعندكم في شهر 9 نطلب باش نلتحق ونمثّل بلادي، وعاودت رجعت في شهر 11 نزاوگ فيكم، وعاودت رجعت في شهر 3 وطالبتوني بالالتزام، واش أنا ماجيتش لعندكم، واش ماجيتش قبل مانلعب؟؟! وكنجي كنطلب نلتحق وندخل للائحة اللي غادي يدوزوا الكنترول، رغم أنني خاصني نكون من الأوائل اللي داخلين للمنتخب، حيثْ النتائج اللي كتدخّل... انتوما اللي مابغيتونيش! واش شفتوني ساكتة؟! كظّلموني! واش ماشي من حقي نتريني مع المدرب ديالي! آش بغيتوا عندي! راه عييت من الحگرة والظلم، واش شفتوني ساكتة وكتكتبوا اللي بغيتوا؟! واش تقصيت من البطولة العربية للعدو الريفي وسكت؟! واش كتقول: جاو ليا الكنترول للمنتخب!؟ واش أنا كاينة في المنتخب أصلا؟! وش عندي استدعاء المنتخب؟! واش واش واش؟؟؟!!! عيّيتوني، مابقاتش رياضة ولينا في حرب... قْصيتوني من جميع التظاهرات وسكت، ومابغيت نقول والو!! ياك كنت كنجي دايما نطلب ونزاوگ ندخل للمنتخب، حسبي الله ونعم الوكيل، كرّهتوني في الجْري! خليتو ليكم! باركا غير الظلم! راه عييت من البكا، راه عندكم ولادكم وربي فوقكم، ولا موحال واش كتخافوا من الله! بغيتوا تطيّحوني! خليت لكم الله سبحانه وتعالى، ولّيت نخاف منكم، حسبي الله ونعم الوكيل، راه عييت، وليت كنخاف على راسي!!!