الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
إسحاق شارية في مواجهة سعد الدين العثماني

معركة مستعرة بين 3 أمناء عامين في دائرة الرباط المحيط.. هجوم ظلامي ضد إسحاق شارية

 
ستعرف دائرة الرباط المحيط، للانتخابات التشريعية ليوم 8 سبتمبر 2021، والتي انطلقت حملتها الانتخابية اليوم الخميس 26 غشت 2021، مواجهة مستعرة بين ثلاثة أمناء عامين لأحزاب مغربية، سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وإسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر...

واللافت أن حزب التقدم والاشتراكية، وفق مراقبين مدنيين، اختار أن يخوض الانتخابات بكثير من النزاهة والمسؤولية، فسواء تعلّق الأمر بالأمين العام نبيل بنعبد الله، وبالفريق العامل معه في الدائرة، نجد أن هناك حرصا على خوض حملة نظيفة، من خلال دفاع رزين وحماسي عن مبادئ وقيم وأفكار الحزب، ومن خلال تواصل نزيه مع المواطنين وإصرار، بمختلف التعبيرات السلوكية والتنظيمية والسياسية، على التصدي لاستعمال المال ولكل مظاهر الفساد...

 بيد أن المثير في أمر هذه الدائرة المشتعلة، هو الاستقصاد المدبّر ضد إسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، من طرف الذباب الإلكتروني للبيجيدي، ربّما لأنهم يتصوّرون أن شارية هو فعلا يهودي الديانة، على أساس أنه يحمل اسما بمرجعية يهودية (إسحاق)، أو ربّما أنهم يعرفون أن إسحاق هو مواطن مغربي، مسلم الديانة، لكنهم يستقصدون استعمال الغطاء اليهودي لشن حملة عنصرية ودينية في محاولة يائسة لطحنه وإبعاده من الساحة السياسية، إذ رغم ما عُرف عن شارية من مناهضة لحركة 20 فبراير، بيد أنه كان من متقدمي صفوف الدفاع عن معتقلي الريف، ومعروف بأفكاره الحداثية، التي تنهل من الفكر التنويري، ومن المبادئ، التي أطرها فكر حقوق الإنسان في أبعاده الكونية، لذلك "يستحق" أن يتوجّه إليه الذباب بهجومات تجاوزت كل أخلاقيات الممارسة السياسية النزيهة والنبيلة...

ولم يجد المراقبون مبررا معقولا لهذا الهجوم الضاري على إسحاق شارية، ما دفعه إلى التعبير عن أسفه من هذا المستوى المتدني في الصراع السياسي، وقال: "يؤسفني أن تكون تعليقات أعضاء حزب العدالة والتنمية والمتعاطفين مع المرشح سعد الدين العثماني بهذا العنف وهذه القسوة".

وزاد إسحاق شارية موضحا "كما يؤسفني جدا أن يكون من يعتقدون أنهم يحملون مشعل الدفاع عن المرجعية الإسلامية بهذا الإنغلاق وهذه الهمجية، في تناقض صارخ مع كنه الرسالة المحمدية القائمة على الرحمة مصداقا لقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، صدق الله العظيم"...

ثم خاطب البيجيديين متحديا "ولست أشك هنيهة في أنكم شوهتم دين الله ومرجعية إسلام الأنوار والانفتاح والسلام والعلم والتسامح، فبئس ما تصنعون وما تقولون وما تهددون"...

يشار إلى أن إسحاق شارية من مواليد مدينة تطوان سنة 1982، وبذلك يكون هو أصغر أمين عام في المشهد الحزبي المغربي.

وفي هذا الصدد، يعتقد إسحاق شارية، الذي لم يمر على انتخابه أمينا عاما للحزب المغربي الحر سوى بضعة أشهر، أن هذه المحطة الانتخابية تشكل امتحانا لإرادة التشبيب وتجديد النخب، معربا عن الأمل في أن يحظى هذا المنحى التجديدي بثقة المواطن المغربي، من أجل تمكين شارية وفريقه من تجسيد القيم والمبادئ، التي أعلن أن فريقه يناضل في سبيلها، من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية، ومن محاربة الريع واللوبيات الاقتصادية والسياسية…

ويعرب شارية عن تصميم إرادي في مواجهة زعيم البيجيدي سعد الدين العثماني، معتبرا إياه رمزا لتوجهات دينية، في مقابل مدينة الرباط، التي يقول إنها ترمز لكل ما هو نقيض لحزب العدالة والتنمية، إذ إن الرباط، يقول شارية، هي رباط الأنوار ورباط الانفتاح ورباط الثقافة والفن والحضارة، ومن ثم لا تستحق ولا ترضى أن يمثلها الفكر الظلامي، أو يمثلها رجل مارس المسؤولية السياسية كرئيس حكومة لم تضف إلى المغرب غير مراكمة الفشل تلو الفشل...

وأردف إسحاق شارية القول إن "الرباط تستحق نخبا جديدة تدافع عن شبابها وعن حقهم في التعليم الجيد وفي العمل وفي الإبداع والثقافة والفن والحرية"، وتابع موضحا أن "هذه كلها أسباب جعلت الحزب المغربي الحر يكثّف كافة جهوده لهذه المعركة السياسية بالأساس ضد هذه المنظومة الانتخابية، التي تستغل الدين أسوأ استغلال، من أجل مآرب سياسية"...
 
ترى لمن ستُقرع الأجراس في دائرة الموت"، في الرباط المحيط، وهل ينجح إسحاق شارية في استقطاب ثقة الناخبين بالحجم الذي سيتمكّن فيه من إلحاق هزيمة مدوّية برمز الحزب ذي المرجعية الدينية، سعد الدين العثماني؟!
 
الفريق الذي يخوض به إسحاق شارية معركة دائرة الموت