الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

قولوا الله يستر.. النظام الجزائري و"الشان" والعداء البدائي للمغرب

 
محمد نجيب كومينة
 
 
رفض النظام الجزائري طلب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" بتعيين مطار دولي تحط به المنتخبات المحلية المشاركة في دورة "الشان"، اللي ما عندو شان، المتوقع افتتاحها في الجزائر يوم 13 يناير الجاري، وبذلك مارس حقه السيادي في إغلاق الأجواء الجزائرية في وجه رحلة الفريق الوطني للمحليين المؤهل للمشاركة في هذه الدورة وبطل الدورتين السابقتين اللتين لم يتأهل لهما الفريق الجزائري للمحليين.
 
العداء البدائي للمغرب جعل النظام الجزائري يخلق مشكلة ما كان ليخلقها أي عاقل يجيد الحساب العقلاني ولا يتصرف بشكل غريزي، لأنه الخاسر في النهاية حتى وإن كان هناك من يفكر في استغلال تنظيم هذه التظاهرة الرياضية غير المعتبرة من طرف "فيفا" في غياب الفريق المغربي والفرق الوطنية الممثلة للبطولات الأكبر في أفريقيا (مصر، تونس، جنوب أفريقيا)، للفوز ببطولة واستغلال ذلك على مستوى الوضع الداخلي الجزائري القابل للاهتزاز في أي لحظة بسبب شعور عام بالفشل الذريع للطغمة الحاكمة على كافة الأصعدة والمستويات، بما في ذلك مستوى كرة القدم والرياضة عامة.
 
خسارات النظام الجزائري الناتجة عن الخلط بين ما لا يختلط ستكون متعددة في القريب العاجل، ومنها الخسارة المترتبة عن "شان" مرتبك التنظيم وغير مثير للاهتمام الجماهيري وللتتبع الإعلامي، مع العلم أن هذه البطولة فاقدة للقيمة أصلا مقارنة مع كأس أفريقيا للأمم أو كأس العالم أو حتى البطولات الأفريقية للأندية البطلة أو الفائزة بالكأس، ولم تظهر الفائدة منها في ما يتعلق بمستوى البطولات الوطنية للبلدان الأفريقية أو بانتقال اللاعبين الأفارقة المحليين إلى البطولات الأوروبية، وهو ما جعل عددا من الدول الأفريقية الأساسية تحجم عن المشاركة فيها وقد يزداد هذا العدد، والمغرب في ما يبدو متجه إلى أن يحْذُو حَذْوَ مصر وتونس وجنوب أفريقيا، بحيث إن الجامعة الملكية لكرة القدم حلت منتخب المحليين وكانت تعتزم المشاركة في كان الجزائر بالأولمبيين (أقل من 23 سنة) على سبيل التدريب والتحضير للإقصائيات الأفريقية لأولمبياد باريس.
 
رفض النظام الجزائري لطلب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يجعله وجها لوجه مع المنظمة القارية "الكاف"، ومن ورائها "الفيفا"، ويكشف للعالم، مرة أخرى، بعد فضائح الإعلام الرسمي الجزائري خلال مونديال قطر، أنه نظام غريزي يفتقد للحد الأدنى المطلوب في بشر يفكر قبل أن "يزبلها"، وسيشهد جميع الأفارقة والعرب والمسلمين والعالمين على أن هذا النظام بلغ به الصلف حدَّ أنه يريد أن يفرض على المغرب الطريقة التي يتنقل بها للمشاركة في بطولة منظمة من طرف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بناء على دفتر تحملات، والأكيد أنه كان سيفعل الشيء نفسه وأكثر مع الصحافيين المغاربة، الذين سبق وأن تعرضوا لمعاملة غير لائقة في دورة ألعاب المتوسط الأخيرة الفاشلة تنظيما وأخلاقا، ومع الجمهور المغربي.
 
أكيد أن المغرب يحرص على المشاركة في مختلف اللقاءات والبطولات الأفريقية وغير الأفريقية حتى ولو واجهته صعوبات، كالتزام منه أولا، وكمسعى لبروز الرياضات الوطنية والفرق الوطنية، ولذلك كان يعتزم المشاركة في "شان" الجزائر رغم ما تعرض له شبانه من اعتداءات على مرأى ومسمع من الأمن في هذا البلد الجار، الذي تربطنا به أواصر كثيرة، لكنه لا يمكن له أن يستمر في التغاضي والتسامح مع تصرفات غير لائقة وغير مقبولة من نظام لا يعرف شيئا ربما عن أعراف وتقاليد استقبال التظاهرات الرياضية وغيرها وقواعد تنظيمها التي يمكن أن تضمن لها النجاح.
 
ولذلك، فلنترك لهذا النظام "شان"ـه، ولنهتم بشؤوننا وبما يخدم تقدمنا ويجعل سمعة بلادنا ناصعة، خصوصا بعد الإنجاز الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم في مونديال قطر بالتموقع بين الأربعة الأوائل في العالم، الذي جاء بعد فوز فريقي الوداد البيضاوي ونهضة بركان بالبطولات الثلاث للأندية خلال الموسم السابق (الفرق البطلة والكأس والسوبير).
 
أكيد أن الإعلام الجزائري الرسمي والذباب الإلكتروني التابع للمخابرات الجزائرية وجماعة قوادي الجنرالات على مواقع التواصل الاجتماعي سيصابون بالسعار في الأيام المقبلة، وسيستخرجون كل ما تكتنزه أنفسهم من أمراض وقاذورات، لكن ذلك لن يغير في شيء من حقيقة أن الجنرالات طعنوا قدمهم طعنة قوية أخرى تنضاف إلى طعنات سابقة لم تندمل بعد جراحها، وآخرها طعنة القمة العربية الفاشلة، التي تحولت إلى عشاء في الشيراتون، وقرار بتنظيم قمة حقيقية في السعودية في مارس المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر ونيف فقط.
 
قولوا الله يستر...