لا تخافوا معشر البيجيديين مما يجري في تونس.. فالنظام السياسي المغربي هو من خلقكم وعلّفكم
الكاتب :
"الغد 24"
عبد اللطيف أگنوش
لا تخف ولا تحزن يا حزب العدالة والتنمية، فالمغرب ليس تونس، ولن يكون تونس!
موازاة مع ما يحدث في تونس، يعيش الپيجيدي هذه الأيام أسود أيامه وسط توجسات وتخوفات لا أرى لها شخصيا مبررا…
وفي المقابل، أرى بأن عليه أن يخاف وأن يفزع، ولكن ليس للأسباب والمسوغات التي يدفع بها أمام أتباعه وأمام الرأي العام…
عليه ألا يفزع وألا يخاف، لأن النظام السياسي قَبل بوجوده منذ سنوات خلت، بل إن النظام السياسي المغربي هو من خلق الپيجيدي خلقا، وهو من رباه و"علّفه" منذ السبعينيات، بداية بالجامعة المغربية، وانتهاء بالمجتمع الشامل، حيث تنازلت له الأحزاب السياسية التقليدية، الاشتراكية منها والبورجوازية، عن نصيبها من كتلة الطبقات المتوسطة، التي ارتدت الحجاب والنقاب والسروال واللحي، وهرعت لصفوفه انطلاقا من الإدارات المغربية والمؤسسات الشبه العمومية ومن مؤسسات التعليم بكل مستوياته…
فالنظام استبدل الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والاتحاد الوطني للقوات الشعبية والشورى والاستقلال بحزب قريب من إيديولوجية النظام الغارقة في التقليدانية والسلفية والماضوية باسم التشبث بالدين الحنيف والمذهب الأشعري وطريق الجنيد الصالح!!
وعليه، فلا تخف يا عبد الإله بنكيران، ويا سعد الدين العثماني، ويا بسيمة الحقاوي، ولا تحزنوا، فالنظام السياسي المغربي هو ولي نعمتكم، وهو من خلقكم، وهو من عيّن لكم مكانكم، وحدد لكم وظائفكم السياسية، من عهد الراحلين الحسن الثاني وإدريس البصري…
أما ما يجري في تونس، فهو لا يعنيكم… فتونس تونس، والمغرب المغرب... تونس قامت بتحييد الإسلام عن الحياة العامة منذ الراحل الحبيب بورگيبة، وتركت المجال الديني خاليا… مما سمح للجماعات الإسلامية بالتمدد وسط المجتمع إلى أن استفحل أذاها في جميع الأوساط… ولم تكن ثورة الياسمين إلا تنفيسا مؤقتا على التونسيين سرعان ما أعاد الصراع بين الإسلاميين والحداثيين إلى الواجهة، وأصبح اليوم على وشك الانفجار… مع أنني واثق في أن الشعب التونسي قادر على تجاوز هذه المحنة نحو الأفضل رغم مشقة الطريق…
ومع ذلك أقول:
إذا كان مستحيلا على النظام السياسي المغربي أن يستغني عنكم، معشر الپيجيديين للأسباب التي ذكرتها، فإن نفس هذا النظام لن يمنع المغاربة، ولن يمنع الطبقة الوسطى المغربية، التي غدرتموها طوال عشر سنوات، من الاستغناء عنكم وطردكم شر طردة لسبب أساسي ومعقول هو أنكم اعتنيتم بأتباعكم المقربين وأخرجتموهم من الفقر للغنى الفاحش، وأنهكتم الطبقة الوسطى التي صوتت لكم، وغدرتم بباقي الشعب المغربي الشاهد على غدركم وانعدام كفاءتكم ورعونتكم...