شعر محمد السكتاوي: ماءُ الجدرانِ المُتصَدِّعة الكاتب : "الغد 24" آخر تحديث 3 أغسطس 2021 محمد السكتاوي بيوت مُتداعية من الآجر الأحمر وقِباب وقرميد جوامع أندلسية مضمخة بروائح أزهار عطر الليل مدينة نمت بين الأعشاب البرية وبساتين البرتقال ورماد الأساطير لا تستسلم لرقيق المطر في الشتاء فيقرع نهر اللُّوكُوس بابَها ويغسلها بطمي الجبال في الأماسي الصيفية التي يسترجعها الحنين ترسُم أشجارُ التوتِ ظِلالَها فوق مقاعد الرخام المسترخية على حافات الشوارع وتشعّ منها ألوان الفُصول توشِّحُ ببريق نثارها ريشَ اللَّقالِق التي لم تهاجر وصليب الكنيسة الوحيدة حِينَ تُذَهِّبُ الشمسُ المساء تفترِشُ المدينةُ جدائلَ الغسق الصفراء فتُطِلّ النساءُ من الشرفات يغازلن همساتِ الهواء وتلاطِفْنها بالقبلات هي حامية جِنانِ هيسبريس وآسرة قلب هرقل في مغارة طنجة ليس لها مِنَ عاشق إلا من تحب ولا تبوح بأسرارها إلا للضباب المُخَصّبِ بمِلح زمنِ الآلهة لَمَّا تتشقّقُ الأرض بالقحط تسْتمطِر الربيع وتستنبتُ براعمَ الماء في الجدران المُتصدِّعة فتفيض العيونُ من عُيونِ الصبايا الزرق ومن دفقها تمتلئ بنبيذ الحُب الجرار فيُفرِط العاشقون في الشراب الصورة: جداريَّة بمدينة القصر الكبير بعدسة الشاعر محمد السكتاوي محمد السكتاوي شعر محمد السكتاوي الجدران المتصدعة جدارية القصر الكبير