سليمان الريسوني وعمر الراضي (الصورة مأخوذة من موقع العربي الجديد)
استمرار اعتقال سليمان وعمر وإرادة فرض الصمت والخضوع
الكاتب :
"الغد 24"
محمد نجيب كومينة
يكاد التشدد الذي يميز التعامل مع ملفي سليمان الريسوني من جهة، وعمر الراضي وعماد استيتو من جهة أخرى، يكشف حقيقة أن الحقد يمكن أن يتحول إلى سياسة.
ليست لي معرفة سابقة بالريسوني، وكنت مختلفا مع آرائه والأجندة، التي قرر الانخراط فيها، لكنني لا أخلط بين الاختلاف المشروع والمفتوح على التدافع والصراع الفكري والسياسي، وحتى المهني، لذلك أعتبره، من منطلق الأخلاق واحترام قرينة البراءة، بريئا إلى أن تثبت إدانته بالدليل القاطع، وليس بشكاية تظل كل الأسئلة مطروحة حول سبب نزولها وحول المشتكي نفسه.
عمر الراضي صديقي، وأعرف جيدا أنه من أبرز، إن لم يكن الأبرز من أبناء جيله، صحافيي التحقيق. وأعرف أنه حريص دائما على دقة المعطيات. وأعرف أنه يجمع بين اللطف الإنساني واللباقة والنزاهة وشجاعة الرأي، ولذلك كان له موقع بارز وسط الشباب الذي أطلق مبادرة "حركة 20 فبراير"...
عمر، الذي يتحدر من أسرة مناضلين، متمرد بطبعه، وغير قابل لأي ترويض أو توجيه من أي كان، لذلك فإنني أتصور أن اعتقاله لا يكاد يخفي كونه ناتجا عن حقد على شاب صحافي حر أنجز تحقيقات قادته إلى الكشف عن المستور، أو ما يعتبره أصحاب الحال مستورا، وإلى تسمية الأشياء بمسمياتها، وفضح الأساليب الرديئة المتبعة لتوزيع الريع، ليس على بعض النافذين هنا، بل وحتى على أجانب، والإشارة بالمباشر إلى من يباشرون توزيع الريع والتدخل لمنحه، ومن ضمنهم منير الماجيدي، الذي يريد البعض أن يضفي عليه قداسة في مغرب "دولة الحق والقانون" خوفا من بأسه أو طمعا في الإشهار الذي يتحكم فيه ويوجهه لمن يريد ومن يروق له!
هل إن الحديث عن الماجيدي ممنوع ويقود إلى الاعتقال الاحتياطي اللامحدود وغير ذلك؟ فليصدر قانون نعرف، من مقتضياته، أنه أو غيره من المقدسات التي لا تناقش ولا يسري عليها الدستور ولا تشملها التزامات المغرب الدولية...
استمرار رفض السراح المؤقت لسليمان وعمر لا معنى له، بعد منحه لمنجب، ويبيّن أن الاعتقال أصلا ينم عن حقد وعن رغبة في استعمال سليمان وعمر درسا لكل الصحافيين والنشطاء كي يركع الجميع ولا يبقى هناك صوت يرتفع...
أي نموذج هذا الذي يسعى إليه هؤلاء الذين يريدون فرض الصمت والخضوع أو التهليل والترويج للأراجيف والخرافات والشخصيات الكارتونية التي لا تفقه ما يجري في العالم ولا تدعها أنانيتها تفكر بشكل سليم في مصالح البلاد.
أطلقوا سراح الصحافيين سليمان وعمر وجنّبوا البلاد آثار وضعهما رهن الاعتقال...