الموت تاع الضحك.. الفقيه الذي أضحك الحسن الثاني في درس ديني وأحرج وزير الأوقاف "للي جَرُّو من جلابتو"
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
حدث ذات مرة أن قدم العلامة المغربي محمد الأزرق درسا بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني، وكان درسا مرتجلا، خاصة وأنه كان يعلم أن إلقاء درس مكتوب في ورقة أمام الملك فيه عيب كبير، لكنه، بالرغم من تمكنه من علمه، وفي معرض حديثه خلال ذاك الدرس الحسني الرمضاني، ارتبك، ليغيب عنه الخيط الناظم لدرسه، ما أدى به إلى التوقف عن الكلام..
وأمام هذا الموقف الصعب والمحرج، لم يجد هذا الشيخ الكبير الذي يعتبر من خيرة علماء القرويين سوى أن قال للحسن الثاني: "والله يا سيدي لقد أعطاك الله هيبة خاصة"، فضحك الملك كثيرا لتنطلق ضحكة جماعية عمت المجلس كله. وهكذا أخرج الشيخ الأزرق نفسه من الورطة.
وللشيخ محمد الأزرق حكاية طريفة مع الحسن الثاني أيضا.. فهو كما حكى لنا الدكتور سعيد هبال الذي اشتغل كثيرا على شخصية الملك الراحل الحسن الثاني، يعد شيخا ضليعا في أصول الفقه والنحو، ما أهله للمشاركة في الدروس الرمضانية التي كان يقيمها الملك في قصره.
وحسب هبال الذي له كتاب خاص بعنوان "أصدقاء الملك"، ألقى الشيخ محمد الأزرق ذات يوم درسا أمام الحسن الثاني في إحدى الدروس الحسنية الرمضانية، لكن الشيخ أطال الدرس، وكان موعد الإفطار قد قرب ببضع دقائق.
ولأن العلوي المدغري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك كان جالسا بالقرب من الشيخ، "جارو من جلابيتو، وقال له شيئا ما في أذنه"، لكن الأزرق لم يُعر كلام الوزير أي اهتمام، بل فضحه أمام الملك، حيث قال له أمام الجمع "واش حنا جالسين مع سيدينا كنديرو فالدرس وانت كتقول ليا حبس.. مالك انت، إلى قال لينا سيدنا وقفو غادين نوقفو، وانت من قبيلة وانت كتجر فيا"؟.. وكان الأزرق حسب سعيد هبال الذي حضر هذا الدرس، جريئا للغاية، آنذاك أعجب الحسن الثاني بموقف الأزرق وشرع في الضحك، قبل أن يقول "والسي لزرق، راه بالفعل قريب لفطور، وإلى باقي عندك مايتقال خود الحصة ديال غدا"، فأجاب الأزرق "معلوم عندي مايتقال أسيدنا"، فاهتزت القاعة كلها بالضحك، ثم أضاف "يا صاحب الجلالة، يقول الفقهاء من له أول له ثاني، ومن له ثاني له ثالث"، وكان هذا العلامة حسب سعيد هبال أول شيخ في تاريخ الدروس الحسنية يقوم بإلقاء درسين متتاليين في يومين متتابعين.
"وخلال الحصة الثانية، أطال الشيخ الدرس مرة أخرى، إلى درجة أن الحسن الثاني "ركَدات عليه رجلو" ومع ذاك استمر في الإنصات لهذا الشيخ رحمه الله، لأنه كان متمكنا من علمه، وهذا ما كان يعجب الحسن الثاني كثيرا"، يقول هبال.