ما لا تعرفونه عن الحسن الثاني "الكوايري".. يشجع ويوبخ اللاعبين ويختار المدربين وحتى تشكيلة المنتخب
الكاتب :
حسن عين الحياة
حسن عين الحياة
عندما كان الملك الراحل الحسن الثاني يصدر أمرا يخص كرة القدم المغربية، ينبغي أن يُنفذ هذا الأمر في حينه، إذ لا مجال للتهاون في تنفيذ الأمر خشية إثارة غضب ملك كان مهتما بالصغيرة والكبيرة المتعلقة بالمنتخبات.. لذلك، عندما أصدر أمرا بعودة الفورية اللاعب الدولي السابق عبد الله بن مبارك الأنطاكي الذي درب فريقي مالقا وقرطبة في الليغا، من إسبانيا للمغرب سنة 1985، ترك الأنطاكي كل شيء في شبه الجزيرة الأيبيرية وقَفَل راجعا إلى المغرب، دون أن يعرف سبب استدعائه من قبل ملك البلاد.
وفي بوح له، قال الأنطاكي الذي لقبه الحسن "بعبد الله ملقا"، إن "الملك أصدر أوامره بالمناداة عليَّ قائلا "عيطو لعبد الله ديال ملقا".
وقال الأنطاكي، أنا إبن "التواركة" وقد تربيت في القصر، وذات مرة وأنا منهمك في تدريب فريق قرطبة الإسباني، نادى عليَّ سفير المغرب في مدريد، وقال لي إن "سيدنا" يريد رؤيتي. لم أتردد حينها حيت توجهت إلى الخوزيرات، وبعدها إلى سبتة لأجد سيارة للدرك الملكي في انتظاري".
وحسب الأنطاكي، أقلته سيارة الدرك إلى القصر الملكي بفاس، ليجد الملك الراحل في انتظاره. وأثناء الاستقبال قال له الحسن الثاني"انت ولد الدار، بغيتك ترجع للمغرب، وأنا راه محتاجك.."، لم يناقش الأنطاكي الأمر الملكي، ولبى الطلب على الفور.
وتابع الأنطاكي "عدت للمغرب سنة 1985 ولم أغادره إلا سنة 1990، فكان لنا سبب في ذهاب المغرب إلى ميكسيكو 86، كما أشرفت على عملية تكوين 1000 لاعب من كل الفئات العمرية، والتي فرخت العديد من اللاعبين الذين بصموا على حضور متميز داخل المنتخب والفرق الوطنية.
لم تكن هذه هي العملية الوحيدة التي نادى فيها الحسن الثاني على أحد الأطر الوطنية لوضع بصمته على المنتخب الوطني، إذ نادى على كثيرين، ضمنهم لاعبين ومدربين وتقنيين أيضا.. كان هدفه الوحيد جعل الفريق الوطني علامة فارقة إفريقيا وعربيا.. لذلك، لم يكن يتردد قط في إبداء فرحه حين يحقق المنتخب الانتصارات، كما لم يكن يكبح غضبه عندما يسقط الفريق الوطني في الكبوات..
في هذا الصدد، حدث خلال الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم بالشيلي سنة 1962 أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أصر على أن تكون مباراة المنتخب المغربي المؤهلة لكأس العالم أمام المنتخب إسبانيا خارج البلاد، وحسب ما يختزنه أرشيف الكرة المغربية، أرسل الملك الراحل الحسن الثاني شقيقه الأمير مولاي عبد الله لمرافقة الفريق الوطني إلى العاصمة مدريد، وكان المنتخب المغربي آنذاك متحكما في زمام المباراة، وكان مرشحا للتأهل إلى المونديال بسبب تفوقه الكبير على أرضية الملعب الإسباني.. إذ كل التوقعات كانت تشير إلى انتصار المغرب آنذاك، غير أن اللاعب حسن أقصبي الذي كان وجها لوجه مع حارس المرمى الإسباني "سانطا ماريا" بالغ كثيرا في المراوغة في وقت كانت إمكانية تسجيل هدف الانتصار متاحة بنسبة مائة في المائة، وهكذا ضيع اللاعب هدفا محققا، دفع الحسن الثاني إلى إبداء غضبه لمن حوله على اللاعب.
لقد غضب الحسن الثاني على الكيفية التي ضاع بها الهدف المحقق، معتبراً مبالغة أقصبي في المراوغة وتضييعه للهدف حرمان صريح للمغاربة كافة من المشاركة في مونديال الشيلي.
الأكثر من ذلك، يقول مصدر مهتم بالكرة، كان الملك الحسن الثاني في فورة غضبه من عطاء المنتخب الوطني، يقوم أحيانا بتغيير الفريق بأكمله، أو تغيير التشكيلة التي ستلج أرضية الملعب، فهو حسب المصدر نفسه، كان يرى الأشياء بعين ثاقبة، بناء على قراءته الجيدة للمعطيات.. فذات مرة، وتحديدا سنة 1971، كان المنتخب الوطني يتأهب لخوض مباراة الإياب ضد المنتخب الجزائري في إطار التصفيات المؤهلة للألعاب الاولمبية في ميونيخ، وكان قد خسر مباراة الذهاب في الجزائر بثلاث أهداف لهدف واحد.. وحتى يرد الصاع صاعين، كان "فيدينيك" المدرب اليوغوسلافي للأسود حسب مصدرنا قد أعد التشكيلة النهائية وقام بتوجيه آخر تعليماته للاعبي المنتخب الوطني، لكن حضر في آخر لحظة الجنرال أوفقير كمبعوث للملك، ومنح للمدرب "فيدينيك" التشكيلة التي ستخوض المباراة ضد الجزائر. وتبعا للمصدر ذاته، لم يجد المدرب اليوغسلافي بدا من الامتثال لرغبة الملك الذي كانت له رؤية خاصة للمباراة، فكان أن انتصر المنتخب الوطني في هذه المقابلة على نظيره الجزائري بهدفين لصفر، وبالتالي تحقيق التأهل.. وخلال اليوم الموالي، يضيف المصدر ذاته، نشرت إحدى الصحف الوطنية صورة للمنتخب الوطني وهو يقوم بحصة تدريبية، مع عنوان عريض "الفريق الذي اختاره الملك".