الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني بلباس عصري مثير

عقاب.. يوم اقتحم محمد الخامس "على غفلة" غرفة ابنه الحسن الثاني في فرنسا وكسَّر آلاته الموسيقية

 
حسن عين الحياة
 
إذا كان الملك الراحل محمد الخامس عاقب ابنه الحسن الثاني رحمه الله وهو ولي للعهد، بعد حصوله على نقطة غير مشرفة في الامتحانات التجريبية الخاصة بالقسم الأول من الباكالوريا سنة 1947، ومنعه من التسلية ببعض الآلات في المدرسة المولوية، فإنه تعرض لعقاب آخر، لكن خلال تواجده بفرنسا هذه المرة.
هذا العقاب سيتكرر بعد ذلك بسنوات قليلة، ففي الوقت الذي كان ولي العهد مولاي الحسن يتابع دراسته بفرنسا، حدث أن جرفته الموجة الشبابية السائدة في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي.
وهنا يقول الدكتور سعيد هبال صاحب كتاب "أصدقاء الملك"، إن الحسن الثاني وهو ولي العهد، أخذ يرتدي اللباس العصري وبعض الإكسسوارات التي تحيل إلى التحرر مع إطلاقه للشعر، هذا فضلا عن اعتكافه في مقر إقامته بفرنسا على إرضاء ميولاته الفنية ببعض الآلات الموسيقية.
إزاء هذا التغيير، يقول الكاتب توصل الملك محمد الخامس بتقرير مفصل عن ولي عهده، ومن تَم لم يبرح مكانه حتى وجد نفسه بفرنسا، ليقتحم غرفة ابنه.. آنذاك، يقول سعيد هبال، ذهل محمد الخامس لما رأى، حيث كانت جدران غرفة مولاي الحسن مزينة بصور المشاهير، وامتلاء رفوفها بالأسطوانات الموسيقية لكبار مشاهير الغناء في العالم. فقام كنوع من العقاب لابنه بإتلافها وتكسير كل الآلات الموسيقية التي تؤثث فضاء الغرفة.. وحين حضر مولاي الحسن فوجئ بتواجد والده الذي كان يُعِدُّه للحكم، آنذاك قال له "اختر واحدة من اثنتين، إما أن تكون ملكا أو شيئا آخر"، ففهم من سيصبح الحسن الثاني الرسالة جيدا، لأنه إن تمادى فيما لا يرغب فيه والده سيكون العقاب أشد.
وإذا كان العقاب هنا هو تكسير كل ما يمكن أن يشتت تركيز ولي العهد عن دراسته، فإن العقاب الأول الذي تعرض له أثناء حصوله على نقطة غير مشرفة في الامتحانات التجريبية، بسبب انهماكه في التحضير لزيارة والده إلى طنجة، كان عقابا لينا نوعا ما، وقد تطرق له الملك الراحل الحسن الثاني بالتفصيل في إحدى حواراته المطولة، حيث قال عن والده محمد الخامس "حضر رحمه الله إلى المعهد، فأخذ من غرفتي بعض الآلات التي أتسلى بها، كالراديو وبندقيات الصيد وآلات التصوير وقطع سلك التلفون الذي كان يصلني بالأسرة والأصدقاء، ثم أمر المدير أن يبطل يومي الراحة الأسبوعية (الجمعة والأحد) حتى تصير أيام دراستي ومراجعتي متتابعة"، بل إن محمد الخامس أمر الضابط المكلف بحراسة المعهد أن يمنع ولي العهد من الخروج ليلا ونهارا، مهددا إياه بالطرد إن هو خالف أوامره، وذلك حتى يركز أكثر على دراسته، حيث لم يمر سوى وقت قصير حتى حصل ولي العهد على نقط جيدة، انشرحت لها أسارير والده الراحل محمد الخامس.