الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني وفي اليسار مليكة أوفقير

اضحك مع الحسن الثاني.. نهار جابت مليكة أوفقير نقطة ناقصة فالمدرسة وبْغات تْقَوْلَب الملك فعاقبها بالفَلقَة

 
حسن عين الحياة
 
لم يكن الملك الراحل الحسن الثاني يحرص فقط على أن يحصل أبناءه على نقاط جيدة في الأقسام الدراسية، بل إن حرصه الشديد امتد حتى إلى باقي أفراد العائلة الملكية، والمقربين إليهم، ممن كان يتابع باهتمام كبير نتائجهم الدراسية عن كثب، وضمن هؤلاء، مليكة أوفقير التي "تبناها" الحسن الثاني ليجعلها كواحدة من بناته وشقيقاته.
لقد تم اختيار مليكة، وهي مجرد طفلة، من طرف الملك الراحل محمد الخامس لتكون رفيقة ابنته الأميرة للاأمينة، قبل أن يتكلف بهما الحسن الثاني بعد وفاة والده.
كان الملك يهتم بهما كثيرا ويتابع التفاصيل الدقيقة حول حياتهما.. فإلى جانب أسلوب التربية الأميري الذي حظيت به ابنة أوفقير، ظل الحسن الثاني حريصا على أن تتناول للاأمينة ومليكة معه وجبة الفطور، كما كان مهتما بملابسهما وهواياتهما ودراستهما أيضا، تماشيا مع وصية والده محمد الخامس.
كانت مليكة "مشاغبة القصر" وفق اعترافها في كتابها "السجينة"، وكانت تعتبر الحسن الثاني والدها الأول قبل والدها البيولوجي الجنرال أوفقير، كما ذكرت كثيرا أفضال الملك عليها وكيف قربها إليه وجعلها ابنته بالتبني، مستعرضة باستفاضة لحظات العطف الأبوي التي سبغها الملك على حياتها وهي مجرد طفلة قبل أن تبلغ سن الرشد.
 
الملك الراحل الحسن الثاني ومليكة أوفقير والأميرة للاأمينة بينهما
 
ذات مرة، وبينما مليكة في عمر 15 سنة، كان لزاما، كما جرت العادة، أن يتقدم الأمراء إلى الملك بأنفسهم لتقديم نتائجهم الدراسية إليه، وككل الآباء- تقول مليكة- كان الحسن الثاني يتسامح في كل شيء إلا التهاون في الدراسة.
"عندما بلغت الخامسة عشرة تلقيت أول عقاب حقيقي، كان ذلك يوم تسليم الشهادات المدرسية للملك، وضعتها كالعادة على طاولته، ثم جلست بجانب الحاضرين الذين راحوا يستهزؤون مني"، تقول مليكة، قبل أن تضيف إن النساء "كن يعرفن أن علاماتي سيئة وأن عقابا ما قد يكون من نصيبي وبانتظاري".
أخذ الملك يتصفح شهادة أخته للاأمينة فاستحسنها، لكن عندما وصل إلى شهادة مليكة، صمت طويلا وهو يمعن النظر فيها.. فجأة أمر باستدعاء أصحاب "الفلقة".
وبحسب قولها، تم تمديد مليكة فوق السجادة، بعدما أمسكها ثلاثة أشخاص بمعصميها وآخرون بقدميها، فيما صاحب "الفلقة" ينتظر أوامر الملك.
"عادة، الملك هو من يقرر عدد الجلدات، ومن المضحك المبكي أن الملك أمر فقط بثلاثين جلدة"، تقول مليكة، قبل أن تضيف أنها تعرضت للفلقة جلدة تلو أخرى. لكن الطريف في هذا العقاب أن مليكة بالرغم من تعرضها للضرب لم تكن تتألم، فشك الحسن الثاني في أمرها، لتتضح له خطتها.. حيث أخذ يتحسس ملابسها أمام الحاضرين، لتتأكد له شكوكه، تقول مليكة "فأنا كنت قد تحسبت مسبقا ما يمكن أن يصيبني، فقمت بأخذ تدابير احترازية، فارتديت عدة طبقات من الملابس ذات القماش الجامد والسميك".. عندها ضجَّت القاعة بالضحك من فعلتي، ولم تلبث العدوى أن انتقلت إلى الملك فشاركهم بدوره الضحك".
ولأن أحسن وقت لتطلب فيه السماح عن تدني مستواها الدراسي من الملك، هو استغلال لحظاته انشراحه، ارتميت سكينة أمام الملأ على الملك وطلبت منه السماح، قبل أن تقدم له وعدا بألا تعود إلى التهاون مرة أخرى، وككل الآباء لم يجد الحسن الثاني بدا من العفو عنها.
وقالت مليكة إنه "فيما يخصنا، كان (الحسن الثاني) يرى أنه، بهذا التصرف، يتصرف تصرف الأب.. كان أبويا جدا معي ومع للاأمينة، كان يشرف بنفسه على أدق التفاصيل التي تتعلق بسير أمورنا..".