الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
ولي العهد مولاي الحسن يقبل يد والده الملك محمد الخامس

يوم عاقب محمد الخامس ابنه الحسن الثاني بسبب نقط الباكلوريا فقطع عنه سلك التلفون ومنعه من التسلية

 
حسن عين الحياة
 
قليل من يعرف أن الملك محمد الخامس عاقب ابنه الحسن الثاني وهو ولي للعهد، حينما حصل على نقطة أقل من المتوسط.. كان ذلك سنة 1947 حينما انهمك ولي العهد مولاي الحسن في التحضير لمراسيم الزيارة التاريخية لوالده محمد الخامس لمدينة طنجة، حيث أخذ منه ذلك وقتا كبيرا أثر على مساره الدراسي آنذاك.
وللتفصيل أكثر، حصل الحسن الثاني خلال تلك السنة، على نقطة أقل من المتوسط في الامتحانات التجريبية الخاصة بالقسم الأول من الباكالوريا، مما شكل آنذاك صدمة عنيفة لهيأة الأساتذة، بل دفع الأمر بمدير المدرسة المولوية إلى كتابة رسالة عاجلة إلى الملك محمد الخامس يخبره فيها بالنتيجة، قبل أن يعلن في الوقت ذاته أسفه مما آلت إليه أمور الأمير مولاي الحسن.
في هذا الإطار قال الحسن الثاني فيما يشبه الاعتراف، في حوار مطول، إنه فور علم السلطان بالنتيجة الهزيلة التي حصل عليها استدعاه في المساء: "مشيت إليه في استحياء، حتى وقفت بين يديه في غرفة الأكل، وهو يتناول طعام العشاء، فرفع رحمه الله رأسه وقال لي: آسميت سيدي، هل قرأت تاريخ المغرب؟ قلت نعم يا سيدي، قال هل تذكر ماذا فعل السلطان مولاي سليمان مع أبنائه في آخر حياته؟ قلت نعم سيدي، قال احكه لي.. فحكيت له كيف أمعن السلطان مولاي سليمان النظر في أبنائه، وتأمل سيرة كل واحد منهم، فلم يرى فيهم من يصلح للملك، ورأى ابن أخيه مولاي عبد الرحمان بن هشام أحق منهم بالملك وأصلح له، لعلمه وعزمه وكمال عقله وحسن أدبه، فوَلَّاه العهد دون أبنائه".
ما إن أنهى مولاي الحسن كلامه، حتى بادره والده "اسمع إنك مخير بين أمرين، إما أن تكون الحسن ابن محمد الأمير ولي العهد، وحينئذ يجب عليك أن تؤهل نفسك بالجد والاجتهاد واكتساب العلوم والتفوق فيها على الأقران، وإما أن تكون الحسن بن محمد الأمير فقط، وفي هذه الحالة سأيسر لك جميع الأسباب لتحيى حياة طيبة سعيدة، ولكن من غير أن يكون لك مطمع آخر".
وبحسب الملك الراحل الحسن الثاني إنه بعد تفكير عميق دام ثلاثة أيام، اختار أن يكون وليا للعهد، الأمر الذي أسعد والده محمد الخامس كثيرا، لكن ذلك لم يمنع الوالد من معاقبة ابنه، وإن بشكل ناعم نوعا ما. حيث منعه من العطلة وبعض الأدوات التي كان يلجأ إليها للترفيه.
يقول الحسن الثاني عن هذا العقاب "حضر رحمه الله إلى المعهد، فأخذ من غرفتي بعض الآلات التي أتسلى بها، كالراديو وبندقيات الصيد وآلات التصوير وقطع سلك التلفون الذي كان يصلني بالأسرة والأصدقاء، ثم أمر المدير أن يبطل يومي الراحة الأسبوعية (الجمعة والأحد) حتى تصير أيام دراستي ومراجعتي متتابعة"، بل إن السلطان أمر الضابط المكلف بحراسة المعهد أن يمنع ولي العهد من الخروج ليلا ونهارا، مهددا إياه بالطرد إن هو خالف أوامره.