الرايس محمد ألبْنْسير.. الفنان الأمازيغي الذي اقتحم السياسة وانتقد نظام الحسن الثاني (+ فيديو)
الكاتب :
"الغد 24"
عبد الله بوشطارت
في ذكرى رحيل الفنان السلطان محمد أجاحود، المعروف في الساحة الفنية بلقب محمد ألبنسير، الذي توفي يوم 11 نونبر 1989 في مدينة الدارالبيضاء
الرايس محمد ألبْنْسير، الفنان الأمازيغي الوحيد الذي كسر جدار الخوف، واقتحم مجال السياسة، وأنشد حول قضايا سياسية حارقة في زمن عزّ فيه الخوض في نقاش سياسي داخل الصالونات الخاصة، وما بالك في ميدان الإنتاج الفني...
يوجد بعض الشعراء والفنانين الأمازيغ، الذين يستعملون الرمزية والجرأة في أشعارهم، ولكن محمد ألبنسير جعل من الأغنية من صنف الروايس، ذات حمولة سياسية قوية، ليست أغنية ثائرة مثل لونيس معتوب، ولكن تسير في نفس المنحى، بعض أغانيه قوية جدا، مثل التي اعتقل بسببها حيث اتهمته السلطة بالحديث عن النظام السياسي خلال بداية الثمانينيات من القرن الماضي، والذي تزامن مع انتفاضة الربيع الأمازيغي بالجزائر سنة 1980، بعد منع مولود معمري من إلقاء محاضرة في جامعة تيزي وزو حول الشعر الأمازيغي القديم، واعتقال الشاعر والمورخ صديقي علي ازايكو في الرباط سنة 1981.. ثم منع تنظيم الجامعة الصيفية في أكادير.. وجاءت أحداث غلاء المعيشة سنة 1981 وما نتج عنها من مظاهرات واحتجاجات...
في ذلك السياق المشحون والصعب، أنشد الرايس ألبنسير أغنيته المشهورة أگورن (الدقيق)، تحدث فيها عن الإقصاء والتمييز الذي تعاني منه اللغة الأمازيغية وعن غلاء المعيشة... واتهمته السلطة بانتقاد النظام في بعض الأبيات الشعرية رغم عدم ذكره لذلك بشكل مباشر...
سجل الرايس ألبنسير أغانيه في الاستوديو ثم سافر إلى فرنسا... بعد أيام قليلة، طرح صاحب شركة التسجيل شريط الألبوم، وانتشر في الأسواق والمدن، وذاع صيت أغنية أگورن، التي تجاوزت شهرتها كل الآفاق داخل المغرب وخارجه، وانتشرت أخبار البحث والتحقيق مع ألبنسير بسبب ورود أبيات شعرية في أغنية أگورن ذات نفحة ثورية...
بقي ألبنسير سنة كاملة في فرنسا... وحين عاد، ربما في بداية سنة 1982، اعتقلته شرطة مطار سلا برفقة الفنانة المقتدرة فاطمة تيحيت... ومن سلا، نقلته الشرطة إلى محكمة أگادير...
تسبب خبر اعتقال ألبنسير في احتقان كبير وسط الأمازيغ، خاصة التجار الكبار والصغار في المدن الكبيرة، الدارالبيضاء والرباط وطنجة ومراكش وأكادير والدشيرة... وحتى في باريس... وهددوا بإضراب عام في حالة تم سجن الرايس ألبنسير، وتجمع الناس أمام محكمة أكادير، من بحارة وتجار ومختلف الجماهير الأمازيغية الغفيرة... وبعد مرافعات قانونية من طرف هيأة الدفاع وترجمة الأغنية إلى اللغة العربية... تم إطلاق سراح ألبنسير...