انطلاق موقع "الغد 24"، هو استمرار لتجربة إعلامية مغربية، تعزف على موجتها الخصوصية، ولا تبغي، بأي حال، الغرق في الزحام، ولا "التنقاز" ولا الضرب تحت الحزام، ولا التهاوي مع سدنة الظلام...
"الغد 24" نريده موقعا في قلب الوطن، يواكب أحداثه بالإخبار وبالتعليق وبالتحليل، وبالتزام أمين بأخلاقيات مهنة الصحافة، رفضا لكل التعديات على الخصوصيات، التي يريد البعض "قولبة" شعبنا ليطبّع مع قذاراتها آناء الليل وأطراف النهار، وكأن الانحطاط هو قدرنا الإعلامي...
"الغد 24" نافذة مضافة لنوافذ أخرى، تسعى إلى إعادة الاعتبار للكلمة المسؤولة، وللإبداع الجميل، ولكتابنا الكبار، الذين تتعمد طاحونة التفاهة الإلكترونية دفعهم إلى الهامش، فيما هم قلب نابض لهذا الوطن، ومنارة شامخة لإضاءة الطريق أمام أجيال صاعدة، ومتعة حقيقية لكلمتهم التي لها روح الحياة مبنى ومعنى...
"الغد 24" موقع لا يريد أن يمارس شيئا آخر غير الصحافة، موقع يستهدي باحترام مبادئ وقيم حقوق الإنسان في بعدها الكوني، الذي يشكل أساس خطه التحريري، الذي أَعلنَ عنه في ركن "من نحن"، وهو الانخراط في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ومواجهة التربّصات، التي تطوّقه من مختلف التوجهات المتخلفة، التي تنشر قيم الظلام واللاتسامح والعنف والتطرف والحقد والكراهية...
هذه هي التحديات الكبيرة، التي تعنينا، بعيدا عن تلك المعارك الصغيرة، التي لا تستهوينا، إذ سنظل نطرح، مع عدد معلوم من زميلاتنا وزملائنا، ضرورة مواجهة تلك التحديات والانتظارات، لنساهم جميعا، كل بأسلوبه ونهجه وأدوات اشتغاله، في تأهيل قطاع الإعلام ليقوم بدوره كاملا في تكريس قيم الحرية والمسؤولية، ونشر ثقافة الديمقراطية والمساواة، وصيانة التعددية، والتعاطي الخلاق مع رهانات التحديث والدمقرطة في مغرب يسع الجميع ويؤمّن العيش المشترك للجميع...
وسنظل نؤكد، ونردد، أن ما ينتظرنا هو أن نعمل ونجد ونجتهد لتحقيق انتظارات جمهور القراء، وإحقاق حقهم في أن يتحرروا من موجات الانحطاط والتفاهة، التي باتت تسد عليهم كل المنافذ، وحقهم في أن تكون لديهم صحافة متميزة، بأسلوب مهني احترافي، بعيدا عن التضخيم والتهويل، وعن التعتيم والتعويم، وبعيدا، أيضا وأساسا، عن ذلك الفهم الأجوف التضخيمي لموقع الصحافي، وكأنه كائن فوق الناس، لا يجري عليه ما ينسحب على كل الناس، أو لكأنه مواطن من درجة أولى، وبقية المغاربة من درجات دنيا، لا تحق متابعته ولا مساءلته، يفعل ما يريد كيفما يريد، يقول ما يشاء كيفما شاء، يلبس أحيانا جبة القاضي فيُصدر أحكام البراءة والإدانة على هذا وذاك، ويرتدي أحيانا لباس المسؤول السياسي، فيتحول المنبر من الصحافة إلى الحزب، وما إلى ذلك مما بات على كل لسان، مما يجري في ضوء النهار وفي بؤس الظلام ووراء لؤم الجدران...
"الغد 24" تعرف حدودها جيدا، تعرف أنها ليست حزبا ولا جمعية ولا نقابة، لا نعني بذلك أبدا أن الصحافة تكون مجرد روبورتاجات وتحقيقات وحوارات وتقارير وأخبار باردة فاقدة لكل حياة، لا نعني أن الصحافة، في المحصلة، تكون بلا مواقف، إذ لكل توجهاته، وتوجهاتنا هي اختيار الانخراط في دينامية التغيير والتنوير والإصلاح، والانتصار لكل الأشياء الجميلة، في دعم للتقدم والدمقرطة والحداثة، وفي مواجهة للتخلف والرجعية والظلامية، التي تريد أن تعيد مغربنا إلى عهود بائدة...
"الغد 24" موقع يعرف جيدا، حتى وهو يمارس أحيانا هذه المواقف، أنه صحافة، وأنه لن يكون أقل من ذلك، مثلما يرفض أن يكون أكثر من ذلك: صحافة نريدها مرآة لمغرب نطمح أن يكون، قولا وفعلا، لكل المغاربة...